حسين بشر

ولد حسين في كفرتبنيت عام 1963 ودخل إلى مدارسها الرسمية، لينتقل في المرحلة المتوسطة إلى مهنية جبل عامل في صور، وبعدها إلى المهنية العالية في النبطية حيث تخصص في الميكانيك العام.
عمل حسين في هذا المجال إلى حين دخوله إلى اهراءات مرفأ بيروت كموظف ميكانيك صيانة.

تميز حسين بالصبر والقدرة على تحمل مشاكل الحياة، فهو الابن الثاني في عائلة مؤلفة من أربعة عشر فرداً، فقد كان معيناً ومسانداً لوالده وإخوته، هذا ما جعله يتميز بالجدية والصرامة والكتمان.

حسين متزوج منذ نحو ثلاثين عاما الا ان طموحه في الابوة لم يكتمل، فرضي بما قسمه الله له، دافنا هذا الوجع في أعماقه.

تميز حسين بمساعدته للاخرين، وبمشاركته في كل المناسبات الاجتماعية، الا ان التميز الحقيقي كان في إيثار الآخرين عليه بحيث كان حسين يداوم عن زملائه في أيام الاعياد والعطل على اعتبار ان لديهم عائلات وأولاد. عمل حسين في الاهراءات كان في العنبر رقم ٢ او ٣، لكنه وقت الانفجار الهيروشيمي في ٤ آب، كان في العنبر رقم ١٢.

ظنت عائلته انه بعيد عن مكان الانفجار الا ان الظنون قد خابت.

هذا التاريخ المليء برائحة الموت والدم والجثث المتفحمة لم يرحم أحدا، فبعيد الانفجار حاولت العائلة الاتصال بحسين لم يكن يجيب، نزلوا من النبطية إلى مرفأ بيروت الا انه لم يسمح لهم بالدخول، مضى اليوم الثاني والثالث ولا خبر عن حسين. الا ان شقيقه محسن الذي دخل إلى المرفأ للبحث عن شقيقه ايقن ان حسين مات من جراء الحفرة التي خلفها الانفجار ومن الاشلاء المتطايرة هنا وهناك، والجثث المغطاة، مضى ثلاثة عشر يوما وحسين لا يزال مفقودا، الى ان وجد قطعا، وتحديدا خمسة أجزاء: رجله كانت منفصلة عن جسمه، ونتيجة تحلل الجثة أثناء رفعها اقتطعت اليد، اما الرأس والرقبة فكانا منفصلين أيضا.

تسلمت العائلة حسين أجزاء، لعله بجسده المتطاير يربط أوصال هذا الوطن.

Arabic