ابراهيم القفاص

ابراهيم عبد المحسن السيد ابو قصيبة الشهير بالقفاص، شاب مصري يبلغ من العمر ٢٤ سنة، ولد في مصر في محافظة الغربية، مدينة سمنود عام ١٩٩٦ حيث ترعرع. لم يستطع ذاك الفتى اليافع المهذب غير المشاغب اكمال تعليمه بسبب ظروف الحياة المضنية، فترك طفولته ونزل الى ميدان لمساعدة والده.

كان شابا مهذبا وخفيف الظلّ وجميع أصدقائه يحبونه ويحبون روحه الجميلة.

بعد اعفائه من الخدمة الإجبارية في الجيش بإعتباره الولد الوحيد، قرر ابراهيم السفر الى لبنان والإنغماس في الحياة العملية طمعاً في تحسين الأوضاع المعيشية وزيادة الدخل لمساعدة اهله في مصر، والذين يعولون عليه كونه ابنهم الوحيد، فاخته الكبيرة متزوجة والصغيرة في الصف الثامن اساسي، ووالده يعمل "بدراعه" اي يتلقى أجرة عمله كمياوم، ووالدته تملك بسطة لبيع الطماطم في احد الأسواق الشعبية، والحالة الإقتصادية الصعبة هي الدافع الأول للإبراهيم للمجيء الى بيروت. عمل في البداية في فرن للمناقيش في زوق مصبح لكنه لم يحب هذا العمل، فانتقل الى العمل في شركة أخشاب لمدة السنة تقريباً، وكان قدره الأخير ان يعمل وصديقه رشدي في شركة السيارات AUDI فاستأجر الصديقان منزلاً قريباً لكي يبقيا على مقربة من الشركة.

الصبر والعزيمة صفتان تحلى بهما ابراهيم، لكي يوفر ما يمكّنه من تأمين مستقبله في مصر، والفرج كان قريباً لعودته الى بلده والاستقرار فيها بشكل نهائي والزواج وتأسيس عائلة له بعد خطوبته الموعودة. لكن الصبر لم يكن هذه المرة مفتاح الفرج. جاء الرابع من آب لينسف البيت الذي يقطنه هو وصديقه رشدي، وينسف أحلام ابراهيم الذي انتقل الى قافلة الشهداء. كان قد اشترى في عيد الاضحى الذي سبق انفجار المرفأ ملابس جديدة لأةلاد أخته الكبرى، واعداً اياهم بلقاء قريب بعد ايام معدودة. فرح الأولاد بهدايا خالهم، انتظروها بفارغ الصبر، لن تصل الهدية ابداً.

فيما فقد أبوه وأمه حضن وحيدهما، وخسرت أختاه السند الحنون الذي كان يسأل عنهما وعن أولاد اخته الكبرى، وتحديداً ابنتها المريضة بالكلى، خطف الموت احلام عروسه التي كانت تنتظرمجيء فارس احلامها ليعقدا خطبتهما بعد عشرة ايام. نقل جثمانه الى مستشفى اوتيل ديو، وتبلغت السفارة المصرية في بيروت خبر وفاته مع اثنين من اصدقائه وابناء مدينته. بقي جثمانه يومين في براد المستشفى قبل انتقاله عريسا الى بلده، الى مثواه الأخير في السادس من آب بجهود قريب ابراهيم ويدعى ابراهيم القفاص ليحتضنه تراب الوطن.

Ibrahim’s parents lost their only son. His sisters lost their chief supporter. His nephews lost their loving uncle who always listened to their stories. Death stole the dreams of his bride who was eagerly waiting for his return to get engaged in ten days.

His dead body arrived to Hotel Dieu Hospital, the Egyptian embassy in Lebanon was informed of his passing, and that of two of his countrymen. His corpse remained in the hospital morgue for two days before flying to Egypt, on August 6, to be buried in his homeland.

Arabic