ابراهيم حرب

في السابع عشر من شهر آذار من عام 1986 في كنف عائلة الحاج مصطفى والحاجة إبتهاج ولد ابراهيم، نشأ وترعرع بين إخوته مازن ودانيا في منطقة الأشرفية (شارع بيضون).

تلقى تعاليمه بداية في المدرسة الأهلية في محلة ستاركو، ليكمل تحصيله العلمي في ثانوية البر والإحسان في طريق الجديدة ويلتحق بعد ذلك بالجامعة العربية مُجازا منها كمحاسب. ابراهيم المحبوب والمسالم منذ طفولته الطموح، الديناميكي، المهذب، زرع كرم الخُلق وسماحة النفس والتواضع في درب من التقاه التقى بشريكة حياته داليا مُعلنا الخطوبة قبل عشرة أيام من إنطلاقة احتجاجات السابع عشر من تشرين الأول من عام 2019.

عمل جاهدًا على الإستقرار وإنجاز منزله قبل الزفاف في ظل ظروف إقتصادية صعبة كانت تعصف بلبنان إلى أن حلت كارثة تفجير مرفأ بيروت وتبدلت الأحوال.

مساء الرابع من آب كان ابراهيم يهم بمغادرة مكتبه في الشركة التي يعمل بها والكائن في شارع فوش بالقرب من المرفأ، وإذ بزلزال يهز قلب العاصمة، مُدمرا كلّ شيء، جاعلاً من ذاك الشاب اليافع جسدا مُضرجا على الطريق. ثلاثة عشر شهرًا وابراهيم لا يزال يحاول التقاط أنفاسه ويتعايش مع الآلام والمسكنات. وفي تفاصيل قصته، يوم الرابع من آب نقل ابراهيم الى مستشفى رزق جراء ضربة حادة على رأسه التي تسببت بدخوله في غيبوبة استمرت ثلاثة أشهر.

وبدعاء الأحبة، استفاق ابراهيم من غيبوبته ونُقل من العناية الى الغرفة حيث مكث فيها خمس عشرة يومًا بعد ان استطاع فتح عينيه، تحريك يديه وسماع أهله وهم يحدثونه (يطلبون منه تحريك يده، فتح عينه، وضع يده على بطنه)، لكنه عجز عن الكلام ومحادثتهم وتحريك أرجله.فنقلته عائلته من مستشفى رزق إلى مؤسسات محمد خالد في شهر تشرين الثاني من عام ۲۰۲۰ ومكث فيها حتى شهر أيلول ۲۰۲۱، حيث تلقى علاجه فيها حتى استقر وضعه الصحي وتنقله عائلتة الى المنزل قبل عشرة أيام من تاريخ وفاته، لاستكمال علاجه الفيزيائي، وتكفلت خطيبته داليا والتي تعمل في الأساس كممرضة في مستشفى الجامعة الأميركية بالإهتمام به إلى أن يسترجع عافيته.

وبحسب ما جاء على لسان أخيه مازن فإن "ابراهيم استطاع قراءة الفاتحة يوم كان واعيا إلى أن تدهورت صحته الأسبوع الماضي، يوم تآمر أهل السلطة على العدالة وتبيان الحقيقة، الذي ترافق مع تعليق التحقيقات، ما استدعى نقله إلى المستشفى مجددا ليُفارق الحياة مساء أمس الإثنين (27) أيلول 2021) ، معلنًا استسلامه للموت وانضمامه إلى قافلة ضحايا انفجار المرفاً.

Arabic