في السادس من حزيران ٢٠١٥ تبادل المهندس جاد سماحة مع المهندسة ريتا عطالله "النعم" الابدية، بعد عامين ولد ابنهما مايكل، وصباح الاثنين في الثالث من شهر أب ٢٠٢٠ كان الحدث المنتظر، يوم ولادة طفله الثاني " توماس". ادخل باكرا زوجته الى مستشفى القديس جاورجيوس ( الروم) في الأشرفية، حيث امضى اليوم باكمله معها ومع توماس، وبات ليلته الى جانبهما.
وصباح الثلاثاء ٤ آب ذهب جاد الى مختار المحلة ليقوم بالإجراءات الإدارية اللازمة ليسجل ابنه، ثم غادر الى منزله حيث جهّز سريرالطفل، بعدها اشترى وجبة طعام وعاد أدراجه الى المستشفى، وجلس بالقرب من حبيبته ريتا وقال لها :" أشكرك على العائلة الجميلة التي أعطيتني إياها". جاد وريتا كوّنا عائلة جميلة ومحبة، وكَانَ حلم ربّ العائلة أن يعيش أفرادها بسعادة، وهمّه ان يؤمن لهم ما يحتاجون إليه وألّا ينقص عنهم شيئاً وان يكونوا في أمان في ظل الأوضاع في البلاد.
أحب جاد وطنه لبنان وكان يأمل ان تتغير الاوضاع، الهجرة فكرة راودته مرة واحدة في شباط الماضي، إلا أنه سرعان ما تخلّى عنها لصالح البقاء الى جانب عائلته الأكبر. فهو كان بالنسبة للجميع مثال إبناً محبّاً، معطاء، حساسّاً يراعى مشاعر الآخرين، وطيباً الى درجة لم يكن يحبّ أن يخاصم احداً ولا أن يرى أحداً حزيناً.
العائلة كانت أولوية جاد، ينشر الفرح والحركة والحب فيها وفي كل من يلتقيه... أخبر ريتا كم يحبها، ويحب اولاده. لم يخجل جاد يوماً من التعبيرعن مشاعره، هو الانسان العاطفي... لم يكمل كلامه حتى شعرا بهزّة، توجه الى النافذة وقال " انهم يقصفون المرفأ، هناك دخان" وعلى هذا المشهد انتهت حياته بعد ثمانية ايام كان خلالها في غيبوبة.