ولد جان فريديريك علم أو "فريدي" كما تلقبّه عائلته الصّغيرة والكبيرة في ٤ أيار عام 1963 وقضى معظم طفولته بين الأشرفيّة وحرشْ تابت فيما تلقّى تعليمه في مدرسة الفرير بمنطقة الجمّيزة .
في الحادية عشر من عمره سافر جان فريدريك علم إلى بلجيكا وأكمل تعليمه في مدرسة اللّيسيه. رغبة الوالد وإصراره على تلقّي التّعليم الثّانوي في لبنان أعاد "فريدي" شابّاً يافعاً لإنهاء دراسته الثّانويّة حيث نال شهادة البكالوريا اللّبنانيّة والفرنسيّة في بلده الأم، وبدأ مشواره الجامعي في الولايات المتّحدة الأميركيّة في جامعة "كولومبيا" في مدينة نيويورك حيث تخصّص في مجال الهندسة والرّياضيّات.
الكل يسأل عن فريدي، ذلك الرّجل المحبوب التّقي والمؤمن، فكل العائلة بأولادها وشبّانها تلجأ إليه لطلب المساعدة والنّصيحة، كما وتلامذته في الجامعة الأميركيّة في بيروت حيث عمل لفترة وجيزة.
لم يكن فريديريك ينصرف لأهل بيته أو أصدقائه قبل أن يتأكّد من أنّ أمور الطّلّاب على ما يرام في دراستهم وواجباتهم. الأولويّة بالنّسبة له كانت مساعدتهم في الدّراسة والتّحضير للإمتحانات
كان تأثيره قوي على الشّباب وكانوا يعملون بحسب نصائحه، فكل من عمل معه وساعده لن ينساه ولن ينسى توجيهاته التي حسّنت فرصهم في الحياة. في ذاك النّهار المشؤوم كانت تانيا ضو زوجة الفقيد في مستشفى الرّوم حيث رافقها لزيارة الطّبيب، بعد انتهاء الموعد وبدردشةٍ مع الطّبيب صديق العائلة بدأ الدخان بالتّصاعد من المرفأ ووقع الإنفجار الأول، فطلب من زوجته إرسال رسالة لطمأنة أولاده أنهم بخير وفي طريقهم إلى المنزل لشرب اللّيموناضة التي يحبها من يدي ابنه وتمضية الوقت معهم كون أحد أبنائه كان سيسافر بعد أربعة أيام إلى الولايات المتّحدة لإكمال دراسته فيها.
لم تنته تانيا كتابة الرّسالة حتى وقع الإنفجار الثّاني الكبير ووقعت تانيا أرضاً، استفاقت وهرعت نحو فريدي المضرّج بدمائه، وحاولت وقف النزيف دون جدوى فكانت المستشفى مدمّرة ولم يستطع أي طبيب إنقاذ فريدي الذي فارق الحياة تاركاً محبيه ومعارفه الكثيرين في حالة من الصّدمة والحزن على خبر وفاة فريدي المثقّف واللّامع بشخصيته القريبة من الشّباب والذي تمكّن من الاستماع إلى مشاكلهم ومساعدتهم على إيجاد الحلول لها. خسر المجتمع اللّبناني رجلاً من خيرة أبنائه وخسرت عائلته الصّغيرة الزّوج المنفتح والأب الصّديق المقرّب من أولاده.
روحُه لن تفارق كلّ من أحبّه صغيراً كان ام كبيراً فذلك الفريدي ستظل ذكراه خالدة، وسيبقى ذكره مؤبّداً"