وُلد جان في 13 شباط 1945 في عائلة سعيد كوبلي وفهيمة أزدحستيان، نشأ وترعرع في محلّة مار مخايل في كنف العائلة المؤلّفة من أربع فتيات وشابّين. تلقّى تعليمه في بيروت، حيث درس هندسة الكترونيك ليُسافر من بعدها إلى السّعوديّة للعمل في مجال تخصّصه.
تغرّب وعمل جاهدًا في حقل تخصّصه، ومن ثمّ عاد إلى لبنان عام 2005 ليستقرّ فيه. عمل على رسالة بحثيّة مضمونها الإلكترونيّات، حيث ابتكر عدداً من الإختراعات التي دارت في فلك المُكيّفات، الأجراس والتّلفزيونات...
قد تكون الظّروف الإقتصاديّة والأمنيّة في لبنان من إحدى العوامل المساهمة في عدم إستقرار جان عاطفيّاً والإرتِباط بشكل رسمي. ومهما تعددت الأسباب، يبقى جان في نظر أخته جوزفين ذاك الطّفل المدلّل، الذي لجأ لها منذ أن عاد إلى لبنان، ليكون منزلها مفتوحا له.
جان الرّجل السّبعيني، لم تُفارق الضّحكة مبسمه يومًا، رجل وسيم ديناميكيُّ، مُحبّ للحياة، بقي يُزاول اختصاصه بكل احترافيّة وأمانة حتى رمقه الأخير. وكأنّه على علم بما سيحدث مساء 4 آب، إذ قضى فترة الظهيرة في منزل أخته، وتناول غداءه الأخير معها واستحمّ في منزل شقيقته، ليعود لمحلّه الصّغير الكائن في مار مخايل عند الساعة الخامسة كي يُنهي عمله، ولكن شاء القدر أن يكون على موعد مع الموت... فبدون إنذار مُسبق، دوّى إنفجار مرفأ بيروت عند الساعة 6:07 مساءً، وافترشت أرصفة الطرقات والزّوايا الزّجاج والحجارة المتساقطة والمتطايرة وكان جان قد لقي نصيبه من هذا الدمار.
بمساعدة أحد المارة الذي رأى جان مُضرّجاً بدمائه في محله، هبّ لمساعدته وأسعفَه إلى مستشفى السّاحل ليصل جثة هامدة إلى هناك.
وبحسب التّقرير الشّرعي، فإنّ الوفاة ناتجة عن إصابات بالغة في جسده جرّاء سقوط أجزاء من المبنى عليه.
بعد ساعات من الانفجار، تمّ التواصل مع أقاربه الذين كانوا لا يزالون في حالة ذهول واستغراب لإعلامهم بنبأ وفاة جان للذي حصل معهم في ذاك اليوم المشؤوم.
حضنت كنيسة مار مخائيل المجاورة لمحل جان والتي لفّها الدّمار نعش جان في اليوم التالي من وسط الرّكام من الانفجار، بمشاركة عدد من المحبّين.