جو نون

جو نون ابن بلدة مشمش في قضاء جبيل، مواليد 9 تشرين الأول 1993، هو الأخ الأوسط بين شقيقته الكبرى نانسي وشقيقه الأصغر وليم.

تخصّص في الفندقيّة وافتتح مطعماً مع عائلته في بلدته، وكان يساعد أهله خلال أيام عطلته. عُرف جو بابتسامةٍ جذّابة لا تفارق مُحيّاه، يحبّ المرح والضّحك، يضجّ حيويّةً ونشاطًا، فهو لم يترك أي نشاط في بلدته إلّا وكانت له فيه بصمة ومشاركة.

انتسب إلى عضويّة الجمعيّة العموميّة لنادي مشمش الثّقافي الرّياضي برفقة شقيقه وليم في آب 2019. وكان عضوًا مسؤولاً عن الصّيانة في إحدى فرق سباقات الOFFROAD .

تميّز جو بإيمانه المسيحي الكبير، فانتسب منذ صغره إلى أخوية فرسان العذراء ومن ثم طلائعها وصولاً إلى إعادة إحياء أخويّة شبيبة العذراء في البلدة بعد توقفها لسنوات، وانتُخب رئيسًا عليها.

منحه الله صحة بدنيّة فائقة، جعلته يهوى ألعاب القوى والمشاركة في مبارياتها، مثل: «جرّ الشّاحنة عدة أمتار من مكانها»، «رفع جرن الكبّة» «رفع المخل» «الكباش» «الشنغولة»... وحاز عدّة ميداليّات بطوليّة فيها. ومن هواياته أيضًا الصّيد وسباقات السّرعة، فكان يحلم بربح جائزة اللوتو لكي يقتني سيارة خاصّة للمشاركة في سباقات الرالي. بالإضافة إلى وَلَعِه بعزف «الدّربكّة»...

وللطّبيعة ونباتاتها مكانة خاصة في قلب جو، فكان يهتم بزراعة الأشجار والعناية بها. أمّا همّه الأساسي فكان الانتهاء من أعمال بناء منزله الذي بدأ بتشييده قرب منزل أهله، بهدف الزّواج وتكوين أسرة.

انضمّ منذ 2018 إلى فوج إطفاء بيروت... إلى أن جاء الرّابع من آب، حيث لبّى نداء الواجب بعد ورود اتصال عن حريق في المرفأ.

ظهر في آخر صورة له وهو يفتح باب العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت قبل أن تحلّ الفاجعة، وهذه الصّورة هي الذّكرى الأخيرة من جو الذي كان مسؤولاً عن عمليات خلع الأبواب المقفلة خلال مهمّات إطفاء الحرائق، ما يُعرف باسم ""رأس الحيّة""... وفجأة وقع ما لم يتوقّعه أحد ليرحل جو وتُفتح له أبواب السّماء.

لم تكن أسرة الشهيد جو نون تتوقّع أن تدفن ابنها مرّتين... فبعد خمسين يومًا على الدّفن الأول تلقّت العائلة في 23 أيلول اتصالاً يُعلمها بالعثور على خمسة أشلاء جديدة لجو...

وُضع التّابوت الثّاني في المدفن ذاته فوق التّابوت الأول، ولُفّ كلاهما بالعلم اللّبناني، وتحتفظ العائلة بالعلم الأول كذكرى."

Arabic