جويل ريمون مراد

جويل ريمون مراد، فتاة لديها تأخر في نمو الدماغ منذ الولادة. هي من مواليد منطقة الجميزة، درست في طفولتها في إحدى مدارسها. عملت في فترة صباها مدرّسة لفترة من الوقت، وحصلت بعد ذلك على بطاقة معوّق من وزارة الشؤون الإجتماعية بسبب وضعها الصحّي الذي لم يسمح لها بأن تتزوّج وتبني عائلة.

في 4 آب 2020، كانت تجلس في أحد مقاهي الجمّيزة قريباً من منزلها الذي تسكنه مع والدتها المريضة شارلوت وأختها فيرونيك التي تصغرها سنّاً. وعندما وقع انفجار مرفأ بيروت، سقط حائط الباطون على كتفها ويدها، وإذ هَمَّت لمغادرة المكان بعد إصابتها وخوفها من هٓول ما حصل، تعثّرت قدماها بالركام المبعثر على الأرض، فكسرت رجلها. ركضت أختها فيرونيك لتفقّدها فاستطاعت نقلها بمساعدة بعض الأشخاص الى مستشفى أوتيل ديو. وهناك تمّت معالجة يدها المصابة، وأجريت لها عملية في رِجلها ووُضع لها فيها سيخ من حديد. بعد ذلك، تابعت علاج يدها، فخضعت لعشر جلسات علاجٍ فيزيائي لكي تستعيد الحركة فيها، فيما لا تزال بحاجة الى جلسات أخرى، كما الى عمليةٍ لنزع الحديد من رجلها، غير أنّها لا تستطيع ذلك إذ لا معيل لها، وليس لديها أي مدخول شهري.

تقول فيرونيك إنّ الإنفجار أثّر بشكلٍ سيّء على وضع شقيقتها النفسي والصحّي ككلّ. فقد تفاقم مرض السكري الذي تعاني منه، وأصبحت عصبية المزاج لا تُطيق العيش ودائمة الصراخ. كما أنّ المنزل الذي تقطن فيه العائلة أصيب أيضاً جرّاء انفجار بيروت ولم يعد صالحاً للسكن وتغزوه الحشرات مثل الصراصير وسواها، ما أدّى الى إصابة جويل بمرض الجٓرٓب، وقد عاينها أحد الأطباء ووصف لها دواءً له، لكنها لم تُشفَ منه. وتحاول شقيقتها فيرونيك الحصول لها على معاشٍ شهري من الأمم المتحدة أو من إحدى الجمعيات لكنها لم تُفلح حتى الآن.

ووصفت وضع جويل الحركي والسمعي والبصري قائلة إنّه بإمكانها الحركة والمشي والنطق لكنها غالباً ما تتعب كونها لا تستطيع السير بشكلٍ جيّد، وكلّما أرادت صعود السلالم للوصول الى المنزل الذي يقع في الطابق الخامس تجد صعوبة بالغة. كما لديها مشاكل في العينين وتحتاج الى عملية (ماء زرقاء)، والى علاج الشبكة التي تلفت بسبب مرض السكري. وهي لا تسمع جيداً في الأذنين، ولا تتنفس بشكل طبيعي. وكلّ هذا راكَم الديون على العائلة، وقد تخطّت ال 60 مليون ليرة لبنانية ثمن علاجات وأدوية وفحوصات واستشارات أطباء.

تتمنّى جويل اليوم بعد مرور أكثر من سنتين على تفجير بيروت أن تجد من يعيلها أو يخصّص لها معاشاً شهرياً يُمكّنها من العيش بكرامة، وأن تسكن في منزلٍ صحّي ونظيف بدلاً من منزل العائلة الذي لم يعد صالحاً للسكن، لأنّه حتى لو جرى ترميمه يبقى صعودها ونزولها السلالم مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي يُشكّل مشكلة يومية لها.

Arabic