ولدت جوزفين ابو زيد في 10- 4- 1949 في بيروت- المدور، إلا انها عاشت ما بين الصيفي والجميزة والمدور حيث عائلتها وبيت جدها. درست في مدرسة السيدة وتخصصت في جامعة اليكسي بطرس - ألبا، ثم سافرت إلى فرنسا لتتخصص في مجال ترميم اللوحات وتبدأ معارضها في كل من فرنسا وإنكلترا حيث تخصصت في الفنون التربوية، وفي سنة 1986 عادت إلى بيروت حيث عينت مسؤولة مركز البحوث في قسم الفنون التربوية.
جوزفين التي عُرفت بجوزيه كانت امرأة منظّمة ومسؤولة، وهي صاحبة نكتة وخفيفة الظل وصاحبة رأي، وتتمتع بمهارات كبيرة جداً. طموح جوزفين كان أبعد وأعمق من أن تكون موظفة في الملاك الرسمي، تجاوزت تلك الحدود لتفتح محترفاً خاصا بها في Pyramide des Arts الجميزة - بناية حبيب وأسمته"
محترفها يمتد على مساحة ٤٠٠ متر، خصصت قسما منه للصغار ليتعلموا فيه الرسم، وقسما للكبار وآخر للطلاب الذين ينهون المرحلة الثانوية ويريدون التوجه نحو كلية الهندسة المعمارية للتحضير.
جوزيه التي برعت في اللوحات الزيتية لها كتابات عدة في الفن والرسم والموسيقى، وكانت متخصصة في الأيقونات الموجودة في الكنائس، لا سيما كنيسة مار انطانيوس التي تجاور معرضها. كما كان لها يد بيضاء في العمل الاجتماعي ولا سيما الإنساني.
في الرابع من آب ، كانت على موعد عشاء مع شقيقتها انيياس، اتصلت جوزيه بها لإعلامها بأمر الحريق في المرفأ وأرسلت لها صورة التقتطها من معرضها المواجه مباشرة للمرفأ.."
عند وقوع الانفجار بدأت انيياس الاتصال بجوزيه التي لم تكن على السمع، نزلت من النقاش لتصل إلى الفوروم دو بيروت. أوقفت السيارة وسط الخراب لتكمل المسير سيرا، وصلت إلى معرض اختها، كان مدمراً بالكامل، اخبرها الجيران انه ما من أحد في المبنى الا انها كانت متأكدة ان شقيقتها مازالت في الداخل. دخلت إلى المبنى ومن بين الركام والدمار استطاعت ان ترى رجل جوزيه، سحبتها وحملتها ونقلها الدفاع المدني بعد أن اخذ قطعة قماش من ستائر البيت لفوا فيها جوزيه، فلم يكن لديهم الأكياس المخصصة للأموات او الضحايا، نقلت جوزيه إلى مستشفى أوتيل ديو حيث لم يكن يوجد مكان حتى في براد الموتى لتلقى فوق جثث أخرى. في ٤ آب لم يكن يوجد حتى للموتى مكان، فقد بقيت جوزيه لصبيحة اليوم الثاني، واستلمتها عائلتها عند السابعة صباحا لتوارى الثرى."