جود صطيف

لم يكن من ضمن أحلام جود ابنة الثالثة عشر ربيعا ان تشهد على انفجار العصر في بيروت عندما أتت بها والدتها خالديّة سعيد أمين بكري مع اخواتها لطيفة، و ديانا وديما الى لبنان للانضمام الى والدهنّ.

ولدت جود في سوريا، هي ابنة ادلب التي نشأت وتلقّت أولى تعليمها وإن بشكل متقطع فيها. لم تر من عمرها المحدود سوى الحروب والهجومات اليوميّة والقذائف المتساقطة، والتي اسكنت في روحها مرارة وقسوة الأيام والخوف المستمر من مستقبلها المجهول.

ومع وصولهنّ إلى لبنان، اتخذت العائلة من محلة المدوّر- الكرنتينا محلاً للسكن. بدأت جود ترسم مخططاً لمستقبلها، فحلمت بأن تصبح معلمة، ولكن حلمها انطفأ قبل أن تجتاز المرحلة المتوسطة من علمها.

وفي التفاصيل، في ظل الإقفال بسبب جائحة كورونا وما رافقها من تدابير وقائيّة للحد من الانتشار، لزمت الطفلة جود شروط السلامة العامة ولم تذهب الى المدرسة، لتبقى تحت جناح والدتها في المنزل وترحل عن الحياة مع رحيل أمها خالدية.

فبعد أن حلّت الكارثة بانفجار مرفأ بيروت، وكأي منزل آخر في محيطه، تحطم منزل أحمد حاج صطيف على من يقطنه، فكانت النتيجة أن تقضي جود مع أمها واختها لطيفة في الإنفجار، بينما سقطت أختاها الأخريان جريحتين ولا تزالان تعانيان حتى اليوم.

بمساعدة الدفاع المدني الذي رفع الأنقاض وأسعف الجرحى، انتشلت جثتها من تحت الركام ونُقلت إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي جثة هامدة. وبحسب التقرير الطبي فإنّ الوفاة ناتجة عن نزيف وإصابات بالغة.

لم تفارق جود المراهقة والدتها فدفنت معها واختها الكبرى في مدافن داريّا- الشوف."

Arabic