كاظم شمس الدين

كاظم شمس الدّين هو المثقّف صاحب الكلمة الأدبيّة الرّاقية والمميّزة، والحضور الموسوم بخفّة الدّم والنّكتة الممتعة، والعِصامي المكافح الذي استطاع توظيف علمه وقدراته الذّهنية في تسلّق سلّم النّجاح المهني. هو المسحور "بنصْري شمس الدّين" عمّهُ شقيق والده، ايقونة الفنّ الجميل.

في عائلة مؤلفة من تسعة أبناء هو الثّاني في التّرتيب، أطلّ كاظم شمس الدّين على الحياة في منتصف آب 1953 في بلدة جون الشّوفيّة، كاظم كان الوحيد بين رِفاق صفّه الذي نجح في الشّهادة المتوسّطة، فيما رسبوا جميعاً.

باكراً، حمل طموحه، وأبدع به مشاريع خلّاقة في المملكة العربية السّعودية في مجال التّعهدات الكهربائيّة. حلمه بالتّخصص في الهندسة الكهربائية في الولايات المتّحدة الأميركيّة أطاحت به ديون تراكمت على والده فحوّلت عيشته إلى غيمة سوداء. أزمة انبرى لها كاظم، بعد أن شعر أنه المسؤول الأوّل عن إعادة الرّوح إلى عائلته.

في حياة كاظم أكثر من منازلة مع الموت، قبل أن يغلبه الأخير. كان يقول دائماً: "انا عايش بالصّدفة." لم يكن قد مضى على وجوده في السّعودية أكثر من شهر عندما سقط عن علو شاهق أثناء العمل، لكنّه نجا وعادت إليه العافية بعد ستّة أشهر، بالرّغم من إصابته البليغة.

كما أصيب كاظم بجلطة دماغية قبل سنتين. إحدى وعشرون ساعة قضاها في غيبوبة تامة حتى أنّ الأطباء قالوا يومها أنّ أمل نجاته ضئيل. ملاكُ الموت أصيب بالهستيريا وهو يشاهده يعود إلى الحياة سليماً معافى دون أي أعراض جانبية. "يوم الرّابع من آب كان كاظم في بيروت مع زوجته ينزلان في منزل ابنتهم في مونو.

قبل ساعة من الفراق أتاه اتصال من صديق له في جون: ""نحن هنا في انتظارك لشُرب الشّاي"". كان يهم بالخروج قبل أن تقنعه ابنته بالبقاء في المنزل خوفاً من إصابته بعدوى كورونا." "قبل لحظات من تفجّر أَلسنة النّار، كان ريكاردو حفيده ابن السّت سنوات، يدور حوله محاولاً أن يستدرجه للّعب معه. دفع به إلى الكنبة وقفز فوقه صارخا"": ""سأدفنك هنا"" قبل أن تناديه جدّته. لم يكد ريكاردو يصل إلى المطبخ عند جدّته حتى دوى الانفجار-البركان، نال من كاظم الذي كان لا يزال على الأريكة فانكسرت شجرة العمر قبل أيّام من ان تُورق ورقتها السّابعة والسّتين.

كعصفورٍ أليف عاش كاظم شمس الدّين، وكطائرٍ جريح رحل بعدما غلبت سهام الطّمع أشخاصاً كانوا يوماً أقرب إليه من السّيف إلى غمده."th birthday.

Arabic