نشأت خالدية وترعرعت في كنف أسرة مؤلفة من ستة أبناء: شابان وأربع فتيات. متأهلة من أحمد حاج صطيف ولهما أربعة بنات لطيفة، ديما، ديانا وجود.
تلّقت خالديّة تعليمها في أدلب السورية حتى الصف الأول الأساسي. ولكن شاءت الظروف بأن تترك مدرستها باكرا وأن تساند والديها أمين ونوريّة حج صطيف، في أعمالهما.
خالديّة الزوجة المخلصة والأم الحنونة والمثاليّة بتفانيها، هي الزوجة والأخت والأب والسند لبناتها، تحمّلت الظلم والفقر اللذين عصفا بهم، حاربت جاهدة لكي تعيل عائلتها في ظل الحرب السورية ونزوح زوجها الحاج صطيف إلى لبنان للعمل ومدهم بالمساعدة اللازمة، إلى أن اشتدّت الأزمة السورية في 2014 وقررت أن تأتي ببناتها إلى لبنان وتجمع شمل عائلتها. والنتيجة كانت الهرب من الحياة إلى ظلم الموت.
هذه القصّة، ليست كمثيلاتها من القصص، هي الأم التي قضت بإنفجار مرفأ بيروت مع فلذتي كبدها، لطيفة 24 سنة وجود 13 سنة، والسبب أنهن كنّ في منزلهن في محلة الكرنتينا- المدوّر.
وفي التفاصيل، كأي يوم آخر الزوجة وبناتها في البيت بعد نهار عمل شاق، والزوج في طريق عودته إلى البيت مساءً، وبدون إنذار مُسبق، وقعت الكارثة، وانفجر 12 في مرفأ بيروت،وحلّت الكارثة في محيط الكرنتينا، وكأي منزل في المنطقة، تحطم منزل أحمد على من يقطنه، فكانت النتيجة ثلاث ضحايا: الأم وأبنتاها الكبيرة والصغيرة، وجريحتان لا يزالان يعانيان حتى اليوم من إصاباتهما، هذا فضلا عن الأضرار المادية جراء الإنفجار. بمساعدة الدفاع المدني، تم رفع الأنقاض ونشل الجرحى والجثث من تحت الركام، حيث تم نقل خالديّة إلى المستشفى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، لتوافيها المنية بعد دقائف. وبحسب التقرير الطبي فإنّ الوفاة ناتجة عن نزيف وإصابات بالغة. في السابع من آب نقل الدفاع المدني، فوج صور الجثمان إلى مدافن داريّا- الشوف، حيث دفنت خالدية مع ابنتيها.