وُلد خالد وحّود في15/4/1987 في مدينة بانياس في محافظة طرطوس السّورية، لعائلة عريقة الأصل، تتألّف من ٤ بنات و٤ أبناء وهو أكبرهم. درس في ثانويّة الأسد وترك المدرسة وهو في صف التاسع الأساسي وانصرف للعمل مع أبيه في مهنة التلحيم. ثم توفي الأب فورث خالد صنعته وصار المعيل الأول للعائلة.
عند بلوغه الـ 17 سنة، قرّر السّفر للعمل على البواخر بغية تحسين وضعه الاقتصادي وتأمين عيش رغيد لعائلته.
أمضى خالد سنين شبابه عاملاً على بواخر النّقل فجال البحر وصادقه، متنقلاً بين بلاد عدّة، حتى استقرّ عام 2013 في شركة تعمل في مجال النّقل البحري في لبنان. وقد عمل أخوه وليد أيضاً في الشّركة نفسها لمدة وجيزة من الزّمن.
خالد متزوج، وله طفل لم يبلغ عامه الثالث بعد، كان أب حنون، وأخٌ عطوف، لم يرفض طلباً لأحد، "كريم لدرجة لا توصف". وأتقن خالد لعب دور الأب لعائلتيْه الصّغيرة والكبيرة على حد سواء، كما وعرف عنه حبّه للخير وميله لمد يد العون لكل محتاج، فذاع صيته العطر بين معارفه ورفاقه في العمل.
اعتادت العائلة الاجتماع في عطلة عيد الأضحى في منزل العائلة في سوريا إلا أنّه وعلى غير العادة، تعذّر حضور خالد إلى سوريا هذا العام، نظراً لتأخّر صدور الرّواتب من قبل الشّركة التي يعمل فيها.
بانتظار راتبه، بقي خالد في لبنان، ولم يعرف أنّ الموت على بعد خطوتين منه. حيث تابع العمل وكان في ٤ آب لحظة وقوع الإنفجار على متن إحدى البواخر الرّئاسية في مرفـأ بيروت.
عائلة خالد هرعت فور سماعها عن الحدث المشؤوم من قبل أحد الجيران إلى تقصّي أيّ خبر أو معلومة عنه."
وليد الذي لم يرَ خالد منذ ثمانية شهور، تواصل مع معارفه الكثر العاملين في المرفأ خصوصاً وفي لبنان عموماً، ولم يلقَ ردّاً مطمئِناً. كما قامت الشّركة بمتابعة الموضوع ولكن أحداً لم يعطِ العائلة بصيص أمل.
في اليوم التّالي، تواصل مع وليد أحد الأصدقاء الموجودين في بيروت والذي تابع قضيّة خالد على مدى يومين، ونقل الخبر السّيء للعائلة. حالة الإنكار لدى الأخ دفعته إلى طلب إثبات موت أخيه، فجاءه الدّليل على شكل صورة لجثّة خالد، ليقطع الشّك باليقين."
لقاء وليد بأخيه في اليوم الخامس على الانفجار لم يكن إطلاقا كما كان يخطّط له، لم يحسب أن يلتقيه لينقله جثّة هامدة عبرت الحدود من مستشفى الحريري إلى الحدود السّورية فمسقَط رأس العائلة.