ليزا قاووقجيان

وُلدت ليزا في برج حمّود، إلّا أنّها انتقلت مع عائلتها للعيش في قرنة شهوان.

درست في مدْرسة Yeghishe Manoukian College، الضّبية وأكملت دراستها الجامعيّة، لكنّها لم تعمل، عشقها للأطفال دفعها إلى تفضيل كونها ربّة منزل وأمّاً لولديْن على أي شيء آخر. كانت زوجة مميّزة، ترعى بيتها ولا شأن لها بأحاديث الجيران. جل ما كانت تطمح ليزا إليه، هو أن تكون أمّاً مثاليّة لأولادها، فهي تهتمّ بأبنائها اهتماماً يشهد عليه المحيطون بها.

ليزا الهادئة الشّخصية، فرضت من خلال علاقتها بجيرانها المحبّة والاحترام. يقول زوجها دكران: "ليزا دائماً ما كانت في منطقة الرّميلة. تتحدث بصوت خافت حتى لا تؤذي أحداً أو تزعجهم، سواء بالكلام أو حتى بالمخاطبة. هي ربّة منزل من الدّرجة الأولى شأنها فقط أولادها وزوجها وبيتها.

طبعها هذا كان ما يحفّز دكران على الاعتماد عليها في كلّ شيء، هي تسيطر على الأمور بهدوئها، إلى جانب كل الصّفات الحلوة التي جعلت منها سيدة جميلة. في ٤ آب، ومنذ الثّالثة من بعد الظّهر، كانت العائلة مجتمعة، في منزلها. سمعوا أصواتا وكانت السّاعة لم تبلغ السّادسة بعد، قرّر الزّوج والابن الصّعود إلى سطح المبنى ليُحاولا معرفة مصدر هذه الأصوات. وعند حدوث أوّل انفجار، بدأ القلق يساور ليزا وابنتها، هرب الزّوج وابنه ليحتمِيا في الجهة الأخرى من السّطح.

عند حدوث الانفجار الثّاني، قذفت قوّته الجميع من أماكنهم. قد تلقت ليزا ضربة قوية على رأسها وكانت تنزف من خيشومها.. ابنتها تصرخ لأبيها لينقذ والدتها... أسرع دكران محاولاً إسعافها، إلى أن جاء ابن عمّه وحمَلاها إلى المستشفى. للأسف كانت ليزا قد فارقت الحياة وسط صخب الدّمار وأصوات الجرحى والنّحيب، فكانت نهاية حياتها بعكس ما كان تجري سنوات عمرها، بهدوء ومحبّة وسكون.

Arabic