ليزا شاكريان

"إنه زلزال!"، بهذه الكلمات، بدأت ليزا شاكريان حديثها عن انفجار بيروت، وقالت: "ذلك اليوم، الرابع من آب لم يكن عادياً بالنسبة إليّ، ما إن استيقظت حتى شعرت بشيءٍ ما في داخلي يزعجني، اعتقدت أن سبب ذلك الانزعاج هو وفاة والدتي وتأثري الشديد بموتها".

قررت الذهاب إلى منزل والدها للترفيه عن ذاتها ولمساعدته في بعض الأعمال المنزلية، إلا أن الأرض فجأةً اهتزت ورمتها أرضاً. تابعت:" فجأةً شعرت أن شيئاً ما رماني بعيداً من الشرفة لأجد نفسي خلال ثوانٍ مضرجة بالدماء".

"لا أتذكر شيئاً من ذلك النهار سوى رائحة الموت والدمار وصراخ الجيران وبكاء الأطفال، وأناس يركضون على الطرق يفتشون عن أقرب مستشفى للمعالجة"، تقول ليزا بحسرة. وتضيف: "أما أنا، فلم أستطع الذهاب إلى المستشفى، على الرغم من الإصابة البالغة التي تعرضت لها في يدي التي انقطعت أوتارها، ورجلي التي كانت إصابتها طفيفة".

بعد مرور يومٍ واحدٍ على الانفجار، "ذهبتُ إلى المستشفى لتبدأ مرحلة العلاج والعمليات الجراحية المتتالية، وخضعت لأكثر من عمليتين جراحيتين في يدي، وبذلك تعطلت عن العمل". عاشت ليزا أياماً لا توصف نتيجة الأوجاع والآلام، فعلى الرغم من المسكنات التي تناولتها لم تتمكن من تهدئة أوجاعها. وتابعت:" استمر علاجي لأكثر من ستة أشهر، ثم خضعتُ لعلاجٍ فيزيائيٍ وبعدها تماثلت يدي للشفاء".

ليزا تعيش الآن بخوفٍ دائم. مع أنها شفيت من الناحية الجسدية إلا أنها متأثرة نفسياً بما حصل. تريد ليزا أن تنسى كل ما حدث في الرابع من آب، إلا أن وجع يدها المتكرر يذكرها دائماً بالمأساة.

تحتضن ليزا ابنها وتقول: "أريد العدالة، ولا شيء يعوضني ما خسرت. إن الوجع المستمر سيرافقني مدى العمر".
وأنهت حديثها مؤكدةً أن المطلوب اليوم هو وقفة مع جرحى الانفجار، ولو من الناحية المعنوية، بهدف استعادة عافيتهم.

Arabic