مارغو سليم طبال ولدت عام 1926 في اليوم الذي يحتفل به العالم راهنا بعيد الحب. ترجمت حبها لعائلتها وأولادها الخمسة بكثير من الأفعال. هي التي كرست حياتها في تربية أولادها بعدما توفي زوجها البرتو شاكر حداد باكراً وهي كانت لا تزال في الثلاثينات من عمرها تاركاً لها خمسة أطفال: ولدان هما كارلوس وألبرتو وثلاث بنات هنّ آنا- ماريا، ماريلين وباتريسيا.
مارغو تلك المرأة التسعينية القوية الصلبة، تحملت مسؤولية كبيرة بعمر صغير وواجهت جميع مصاعب الحياة بمفردها، كانت جبارة وقاسية مع اولادها ، فإن تربية خمسة ليس بالأمر السهل.
قساوة الحياة جعلت مارغو قاسية على نفسها ايضا، كانت تكابر على الألم بالرغم من إصابتها المبكرة بمرض شيخوخة العظم هذا المرض الذي بقيت تعاني منه كل حياتها، وبالرغم من مرضها كانت مارغو مستقلة بحياتها " تتدبر أمورها وتخرج بنفسها لأنها لا بتحب ان تطلب شيئاً من اي كان. تعلمت ان تتّكل على نفسها. وكانت لا تزال قواها تساعدها على قضاء حاجياتها.
يوم ٤ آب المشؤوم، وعند الساعة الرابعة من بعد الظهر اتصلت مارغو بإبنتها باتريسيا التي كانت ترافق خالها (شقيق مارغو) في مستشفى القديس جاورجيوس "الروم" بسبب خضوعه لعملية، وعاتبتها كون الابنة لم تتصل بها لطمأنتها على جورج أخيها الوحيد الذي بقي لها بعد وفاة شقيقتيها الكسندرا وكاترين . "بالي مشغول عليكما، أشعر بسوء ما سيحصل، سآتي الى المستشفى". هذه كانت كلمات مارغو لابنتها، وكأنها كما واجهت الحياة بصلابة تريد الذهاب لمواجهة الموت. وبالفعل ذهبت مارغو من بيتها الكائن في الطيونة الى المستشفى قبل نصف ساعة تقريباً من حدوث الإنفجار للإطمئنان على صحة أخيها.
وأثناء وقوع الإنفجار، طال الدمار الغرفة التي كانت تتواجد فيها مارغو بالمستشفى للكثير من الدمار حيث تعرضت لضربة في الرأس وكسور عدة في جسمها. في هذه الأثناء كانت باتريسيا ابنة مارغو موجودة معها في الغرفة نفسها ولكنها نجت بقدرةٍ إلهية بالرغم من تعرضها لأربع كسور ."
بقيت مارغو تصارع الموت حوالي ثلاث ساعات في الغرفة هي وابنتها الى ان وصل ابراهيم زوج باتريسيا وأولادها وبعض الحاضرين للمساعدة، فتم نقل مارغو فيما بعد إلى مستشفى أوتيل ديو حيث توفيت بعد يومين.
فاجعة انفجار المرفأ تركت لدى باتريسيا جرحا لن يندمل وسيبقى ٤ آب تاريخيا مفصليا" فما بعده ليس كما قبله.