مريم عليان الراوي، شابة سورية وربة أسرة مكونة من 5 أفراد، ولدت في مدينة الرقة السورية بتاريخ 14/7/1989.
بين شوارع الرقة لعبت وكبرت حتى تزوجت.
في العام 2012 بعد اشتداد الأزمة السورية ودخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينتها التي تحب، اضطرت مريم للنزوح مع عائلتها إلى لبنان.
في بيروت، وفرّت مع زوجها يداً بيد جواً من الأمان والراحة لبناتهما الثلاث، كانت وفق تعبيرها ملكةً في منزلها الكائن في شارع الحمرا، تقوم بواجباتها المنزلية دون أي تعبٍ وعلى أكمل وجه.
يوم الرابع من آب، استيقظت مريم منزعجة وكأنها كانت تعلم أن مسار حياتها سيتغيّر، إلا أنها نهضت وتابعت نهارها بشكلٍ طبيعي كالمعتاد. عند الساعة 6:00 سمعت من بعض الجيران بأن النيران تشتعل في مرفأ بيروت، لكن، وعلى الرغم من ذلك لم تعط الموضوع أي أهمية بل صعدت إلى الطابق الأول لنشر الغسيل.
الساعة 6:07 بتوقيت بيروت، شعرت بهزةٍ أرضية قوية وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى سمعت دوي انفجارٍ اقتلعها من مكانها، وبسبب قوة الضغط اصطدمت بالباب الحديدي وارتطمت على الأرض لتشعر بكسرعظام يدها اليسرى، ففقدت الوعي على الفور.
بعد سلسلةٍ من الإسعافات الأولية، وفي محاولةٍ لانقاذها، ساعدها زوجها للنزول الى الشارع والانتقال بها الى المستشفى، لكنهما وقفا مصدومين أمام هول المشهد الكارثي الذي كان في شوارع المنطقة المحيطة بالمرفأ، زجاج واجهات المتاجر والأبنية مندثر بالكامل على الطريق، هذا المشهد المروّع كان كافٍ لإعادة مريم بالذاكرة الى مدينة الرقة، وكأن الحرب دقت أبواب العاصمة الثانية التي احبتها بيروت.
وصلت إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي وفجعت من فظاعة ما رأت، عدد مهول من الجرحى، دماء على مكاتب الاستقبال وصوت البكاء كان الوحيد المسموع في أروقة المستشفى.
بعد سلسلةٍ من الصور الشعاعية تبيّن بأن مريم تعاني من كسرٍ حاد في عظام اليد وتحتاج إلى عمليةٍ جراحية وتركيب دعامات هي عبارة عن اسياخٍ حديدية وحوالي الـ 45 جلسة من العلاج الفيزيائي لدعم عضلات اليد، ولكن بسبب كثرة المصابين والحالات الأكثر خطورة نقلت إلى مستشفى البقاع وبقيت 10 أيام قبيل إجراء العملية بسبب الورم الشديد فيها.
لم تجر مريم جلسات العلاج الفيزيائي بسبب ضيق حالتها الاقتصادية وإنفاق كل مدخراتها المالية، وهي تعيش اليوم على المسكنات التي باتت مكلفة جداً ولا تستطيع استخدام يدها في انجاز مهامها اليومية.
تطالب مريم الدولة للبنانية بمعرفة الحقيقة وتريد أن تعرف من الذي خرق شبكة الأمان التي تعبت مع زوجها بحياكتها لأولادها جرّاء مآسي الحرب السورية.