مارين إلياس

إنّها المرأة الحديديّة: مارين إلياس إلياس التي ولدت في الحسكة، لكنّ روحها وحياتها كانتا في لبنان الذي انتقلت إليه وهي في سنّ العشرين بعدما تزوّجت واستقرت في الرّميل.

مارين أم لخمسة أولاد، ربّتهم جميعاً على المحبّة والقيم وعلى حبّ الإنجيل والأخلاق. ولطالما كانت العائلة بالنّسبة لمارين في المرتبة الأولى. نسيت نفسها من أجل أولادها، ساندتهم في سبيل تحقيق طموحاتهم.

مارين لم تتابع تحصيلها العلمي إلّا أنّها كانت تعمل في الأشغال اليدويّة وخياطة السّتائر والأثاث حتّى أنّها ساندت زوجها عندما عصفت به الأوضاع المادّيّة.

طموح مارين تحقّق بتأسيسها عائلة رائعة ومحبّة وفي أنّها رأت أولادها وأولاد أولادها وهذه أجَلُّ الأماني.

في الرّابع من ذاك الآب الغدّار كانت في فترة بعد الظّهر عند المزيّن النّسائي.عادت إلى منزلها عند السّادسة إلّا عشر دقائق، ثم أرسلت العاملة الإثيوبية لديها إلى الصّيدلية لتشتري لها الدّواء، في هذه الأثناء راحت مارين تتمشّى قليلاً في بهو البيت. وقع الانفجار، اهتزّت جدران البيت ووقعت مارين بالتّوازي مع سقوط الزّجاج والجدران، لم يسعفها جسدها المضرّج بالدّماء، إثر الإصابات التي تلقّتها، على القيام.

حاولت ابنتها فيكي التي تسكن في المطيلب الاتّصال بوالدتها فلم تكن مارين تجيب ولا حتّى أجابت العاملة الإثيوبيّة التي تمكّنت بعد فترة من الوصول إلى المنزل لتجد أنّ مارين على الأرض وتنزف، فما كان منها إلّا أنّها هاتفت على الفور فيكي التي أسرعت إلى والدتها لتجدها بحالة يُرثى لها. فقد ارتطم الباب بها وسقطت المرآة عليها فسبّبت جرحاً كبيراً في رأس مارين كما أنّ عظام يدها خرجت من مكانها وبُتر أحد أصابعها.

نُقلت مارين في شاحنة صغيرة إلى المستشفى إذ لم يكن هناك من سيّارة إسعاف أو حتّى سيّارة عاديّة متوفّرة بفعل الدّمار. وصلت إلى مستشفى الجعيتاوي حيث بقيت حتّى الرّابعة فجراً، لكنّ المستشفى المنكوبة طلبت نقلها إلى مستشفى آخر بسبب عدم توفّر المعدّات الطّبيّة. عند الخامسة صباحاً نُقلت إلى مستشفى الزّهراء لتبقى في العناية المشدّدة من الخامس من آب وحتّى العشرين من أيلول حيث لم تستطع الصّمود. مارين ودّعت أبناءها لتنام بسلام إلى الأبد.

Arabic