"ملاك الرحمة" ومتطوّعة. خَدَمَت المرضى وأسعفت الموجعين للتخفيف من آلامهم، ولم تنتظر حتى تُمدّ لها يد العون في بلدٍ لا يرحم أبناءه.
صغيرة عائلة جرمانوس، أتت بعد أختيها جويس وساندرا. "غنّوجة والدها"، وحبيبة والدتها. ترعرعت في بيصور، وتعلّمت في مدرسة مار يوسف- الظهور في صيدا، ثمّ أكملت علومها الثانوية في مدرسة لبعا الرسمية. كانت تلميذة مجتهدة، تهوى القيام بالنشاطات الرياضية وتُشارك في المخيّمات الكشفية والحركات الدينية الرسولية مثل الـ "ميج" والفرسان. امتلكت روح المغامرة، وأحبّت الخدمة فتطوّعت في الصليب الأحمر في جزّين لسبع سنوات، ولهذا اختارت أيضاً دراسة التمريض في الجامعة اللبنانية، وحازت على الليسانس وأدّت رسالتها بنجاح لسنوات.
بين الأقارب والأصدقاء كانت "ميرو"، كما يُدلّلونها محبوبة جدّاً، كونها دائمة الإبتسامة والحركة والخدمة. حَلُمَت بدراسة الماجستير، وبالتأسيس لعمل آخر يدخل ضمن هواياتها هو تزيين صالات الأفراح والعمادات كونها تمتّعت بحسّ فنّي يدوي، وقد بدأته بالفعل، لكنّ القدر حطّم أحلامها على غفلة منها.
يوم الثلاثاء الأسود، كادت ميراي تكون مع عائلتها، لو لم تُوافق على تبديل دوام عملها مع زميلة أخرى لمدّة 15 يوماً. كان اليوم الثاني من الأسبوع الثاني للتبديل، وكانت تُداوم في الطابق السادس حيث تعمل كمسؤولة عن قسم القلب في مستشفى القديس جاورجيوس- الروم. قُرع الجرس من الغرفة المقابلة لمكتب الإستقبال حيث كانت تقف مع زميلة لها، وتبعد عنها نحو 5 أمتار. نادوهما لمشاهدة الحريق المندلع في المرفأ كون غرفة المريض تُطلّ عليه، على ما تروي والدتها سيدة التي ذهبت وعاينت الموقع بعد الحادثة. ولم تكد تصل الى باب الغرفة حتى دوى الإنفجار الكبير.th وقعت أشياء عليها فأصيبت برأسها، وحصل لها نزيف داخلي وخارجي.
حاولت رفيقتها مع ممرّضين آخرين إنقاذها، غير أنّها لم تصمد أكثر من دقيقتين. لفظت أنفاسها الأخيرة على الفور. أنزلوها ونقلها الدفاع المدني الى مستشفى المشرق كون المبنى تدمّر في لحظة، لكنّها لم تتجاوب.
رحلت ميراي الممرّضة الجميلة المغامرة، التي لا تهدأ ولا تخشى شيئاً، في عزّ الشباب في مستشفى قدّم 4 ملائكة للرحمة على مذبح الوطن. كيفن إبن اختها جويس الذي يُحبّها كثيراً وكان يتلهّف للقائها عند عودتها من عملها لتلاعبه ويُسارع للنوم بقربها، يفتقدها اليوم وكذلك عائلتها التي تاقت لأن تزفّها عروساً لا أن تُصبح ملاكاً في السماء.