محمد نديم غصن ابن عكار العتيقة ولد في 15-1-1987، ترّعرع في هذه المنطقة وبين أزقتها حتى صار شاباً يافعاً يضج بالحياة والأمل.
كأي شابٍ عادي يصارع الحياة والأزمة الاقتصادية في لبنان، عاش محمد راضياً بما قسم له من رزق في قوى الأمن الداخلي خدمةً للوطن.
امتهن الرزانة والاتزان، وعمل بإخلاصٍ حفاظاً على أمنه الذي زٌعزِع بتاريخ الرابع من آب بثالث أكبر انفجار غير نووي في العالم.
انقلبت حياة محمد رأساً على عقب وأصبح خائفاً من المستقبل الذي ينتظره بعد الإصابة التي تعرّض لها في ذلك اليوم المشؤوم.
يتذكر محمد ذلك النهار الحافل بالأحداث الأليمة والمآسي التي لا تنسى، ولدى كل فاصلٍ كان يتنهد ويقول ما حدث حتى الآن كان كابوساً، واصفاً ذلك اليوم العصيب بكل تفاصيله ويقول:" من على مكتبه في ثكنة الحلو بمنطقة مار الياس في بيروت، عند الساعة السادسة والسبع دقائق، معتقداً بأن زلزالاً ضرب العاصفة ركض محاولاً انقاذ نفسه، إلا أنه لم يمض ثوان حتى دوّى الانفجار الثاني، فسقط من قوة الضغط على رجله اليمنى التي حتى اليوم يجهل حقيقة ما حلّ بها، ولا يعلم سوى أنه يعاني من أوجاعٍ دائمة تمنعه من القدرة على المشي أحيانا بسبب الورم.
ويصف محمد تفاصيل ما شعر به في ذلك اليوم الحزين بالحيرة، قائلاً:" بين الزجاج المحطم في الثكنة والمشاهد المروعة على التلفاز وقف حائراً يتساءل ما الذي أصابه وأصاب العاصمة!
أما من ناحية الطبابة، فقد اختصر محمد على نفسه عناء العلاج وقرر عدم الغوص في عذاب التنقل بين المستشفيات والأطباء لسوء حالته المادية، ولأنه يعلم بأن ما من حلٍ في دولة منهارة، رأى أن العيش برفقة الأوجاع أسهل آلاف المرات من مشقة العلاج."
طلبات محمد ليست مكلفة بل بسيطة، هو لا يريد معرفة أي معلومة وماذا حصل بتاريخ الرابع من آب الذي كتب بحبر الدم، ولا يريد أي شيء من الدولة اللبنانية، انما يطمح فقط للعيش بسلامٍ مع عائلته بعيداً عن ذكرياتٍ تؤلم قلبه.