ولد محمد في مخيم برج البراجنة، وفي عمر الاربع سنوات انتقل مع عائلته الى حارة حريك حيث كبر وترعرع وتزوج وانجب في بيت الطفولة نفسه.
درس محمد في مدرسه اليرموك الابتدائية - الاونروا، لينتقل بعدها الي مدرسة القدس الكائنة في منطقة الغبيري، لكنه لم يكمل تحصيله العلمي بل التحق بالمدرسة النروجية في مار الياس حيث اختص في التزيين النسائي. لكن مهارات محمد لا تتوقف عند هذا الحد، بل كان لاعبا في الكرة الطائرة ويتقنها جيداً.
افتتح محمد صالونا للتزيين النسائي خاصاً به و كان عمره آنذاك عشرين عاماً فقط..
رانيا أمه تعتبر محمد الذي بلغ الخمسين دلوع البيت كونه الأصغر بين إخوته الا انه كان الأكثر ديناميكية واندفاعا للخدمة.
كما كان شجاعاً ومهذبا وخدوما مع كل الناس. تزوج محمد واصبح ابا لأربع بنات وابن صغير، وكان المعيل الوحيد لعائلته، الى ان شاء القدر ان يضع محمد في المكان الخطأ في الرابع من آب. "انا ذاهب مشوار صغير خلي عينك عالمحل" قالها محمد لجارته قبل أن يغادر صالونه الكائن في حارة حريك.
ذهب محمد لإحضار ابن أخته الذي كان قد أنهى اجراء فحوصاته الطبية في مستشفى بيروت الحكومي، وبطريق العودة سلك طريق الأشرفية لاحضار ابنتهىالتي كانت عند طبيب الأسنان في منطقة الحمرا، برفقة ابن شقيقته.
دوّى الانفجار، ولشدة قوته ركن محمد السيارة وأخبر ابن اخته انه يحس بتعب في صدره، وما هي إلا لحظات حتى سقط على المقود. توقف قلب محمد في نفس اللحظة، ليحمله ابن اخته الي مستشفى أوتيل ديو حيث كان قد فارق الحياة.