في برج حمود ولد وترعرع محمد، الا ان ظروف الحرب الأهلية آنذاك جعلت عائلته تنتقل الى الضاحية التي درس في مدارس الضاحية. في سن السابعة عشر ترك محمد المدرسة ليعمل في سن مبكرة سائق تاكسي، فهو الابن البكر ليعيل عائلته المكونة من ثلاثة شبان وبنتان،، انتقل عام 2011 للعمل في شركات توزيع مواد صناعية وميكانيكية على كافة الأراضي اللبنانية، وفي الاربع سنوات الأخيرة انتقل للعمل في شركةMechanical supply center الكائنة على الدورة حيث كان يقوم بتوزيع ادواتها الصناعية .
محمد الرجل الستيني لم يتعلم لكنه كان فطينا، ولديه سرعة بديهة وقدرة كبيرة على فهم الحياة والالمام بالكثير من الأمور. طموح محمد كان في ان يعلم أولاده وان يصلوا الي اهدافهمَ. تميز بكونه اجتماعيا ومحبا للناس، وهو كريم وسخي على عائلته، اثره طيّب وحضوره جميل وروحه روح شباب."
الحياة علمت محمد الشجاعه والاقدام، إبان الحرب الاهليه، لم يتردد بنقل الجرحى الي المستشفيات فهو شجاع ولا يعرف الخوف.
الى منزله الكائن في مار مخايل، عاد محمد من عمله مرهقا، جلس لتناول الغداء، فجأة سمع صوت طيران، فركض إلى الشرفة وتهافت الجيران يسألونه ما الذي يحدث، فأجابهم محمد: هذا جدار صوت اسرائيلي. ربما قاموا بإطلاق صاروخ. كان يهم بالدخول الي الغرفة ليتساقط زجاج البيت، وقع وزوجته منى على الارض بعد الانفجار الكبيرعندما استعادت الزوجة وعيها وجدت زوجها وقد تورم وجهه، وكانت عيناه جاحظتين من قوة ظغط الانفجار وبتر اثنان من اصابعه وفصلت العظمة عن رجله. وصل ابنه محي الدين ليسعف محمد الذي عانى من نزيف في الدماغ، وكسر في الجمجمة، وكسر في عظام الوجه، وسبعة كسور في اليدين والارجل، وتقطيع أصابع اليد وخروج عظم الارجل ونزيف بالرئتين. وعلى الفور ادخل الى العناية في مستشفى هارون حيث دخل الكوما لمدة 31 يومًا، كان في في حالة كوما. وبعد أن اجريت له عمليات في العظم والدماغ وبعد فترة من الكوما ارتفعت حرارته وانخفض ضغطه وتوقف كبده والكلى ليسلم محمد روحه وجسده لله.