ولد محمد وترعرع في دير الزور - سوريا ودرس في مدارسها حتى الصف التاسع. ظروف الحياة الاقتصادية دفعت محمد ان يترك وطنه الام في سن الرابعة عشر متجها عام 2004 إلى لبنان عله يجد عملا، وظل حتى العام 2010 يتنقل ما بين لبنان وسوريا، إلى أن استقر بشكل دائم في لبنان على مدى عقد من الزمن.
حلم في أن يسافر إلى ألمانيا، فانكّب على العمل ليلا ونهارا بهدف جمع المال.
عمل في أفران على الدورة ثم انتقل منذ نحو اربع سنوات للعمل في فرن داخل مرفأ بيروت. كان محمد صاحب قلب ابيض، بسيط وطيب ومحبا للناس ومقدما المساعدة وودودا مع كل من يلتقي. وقته كله للعمل من أجل لقمة العيش الكريمة والحلال.. تميز محمد بالنخوة، كما تميز بإخلاصه في عمله وفي تعامله مع من حوله، وعرف بالأمانة. تزوج محمد في العام 2017 ليكون أبا لثلاث فتيات آخرهن، ولدت ظهر الرابع من آب يوم حدث الانفجار الغادر.
صباح الرابع من آب، كان محمد برفقةزوجته التي رافقها في ولادتها. أتى إلى عمله عند الرابعة الا ربعا في المرفأ، كان هناك طلبية إلى رصيف رقم ١٥، في تمام الساعة السادسة.
في هذا الوقت وصل المفتش الاول في أمن الدولة قيصر ابو مرهج إلى فرن المناقيش، فطلب محمد منه أن يوصله بالسيارة لتسليم الطلبية وهذا ما حدث فقد ذهبا سوية حيث اوصل محمد الطلبية وعادا متجهين إلى العنبر رقم ١٢، مرا من أمام الاهراءات في المنطقة الحرة حيث ركن قيصر سيارته إلى جانب الرصيف وترجلا من السيارة.
قيصر كان يصور الحريق ومحمد استند إلى السيارة يتفرج. هنا اندلع الانفجار القوي، وانقطع الاتصال بمحمد...مضت اربع ساعات ورب عمله خالد يحاول الاتصال لكن ما من مجيب. وجد قيصر لكن محمد لم يعثر عليه. عند العاشرة ليلا قبل له أن محمد في إحدى المستشفيات، لكن الجريح لم يكن محمد، عند الثانية ليلا اتصل أحدهم بخالد وابلغه عن العثور على جثة محمد، بالفعل ذهب خالد حيث الجثة فوجد محمد مرميا على جنبه.
يقول خالد كان محمد ككيس الماء، أينما أضع يدي كان جسده يتفتق، يقول خالد حاولت إجلاسه لأتأكد ان الجثة تعود إلى محمد، فانفتق معي، حتى حاولت إنزال يده بحيث كانت مرفوعة باتجاه الرأس فانقطعت يده. من شدة وقوة الانفجار ، تفتت جسد محمد وعظامه كانت كلها مكسرة و لا يمكن لمس الجثة..
لم يستطع احد رفعه حتى اليوم الثاني حيث تم نقل محمد إلى مستشفى قلب يسوع . بقي لخمسة ايام في براد الموتى لحين إنهاء أوراق محمد بحيث تم نقل جثمانه إلى موطنه في سوريا ليوارى الثرى.