في بلدة شعت في البقاع الشمالي يستريح محمد اليوم تحت التراب. كان على مسافة قريبة من الإحتفال بعيد ميلاده الثالث والأربعين عندما انقطع به جسر الحياة فجأة.rd birthday when he was killed in a massive explosion.
لم يكمل محمد دراسته الجامعية. تنقل في وظائف عدّة، قبل أن يستقر في شركة تعنى بتفريغ وتحميل المستوعبات في مرفأ بيروت. شغل منصب نائب مدير العمليات فيها.
في الشركة نفسها، كانت تعمل أيضاً "كريستيان خوري".أحبّا بعضهما من أول لقاء، رغبتهما بالإرتباط الأبدي عارضها والد كريستيان. محاولات عدة بذلها محمد طليس لإقناعه بالعدول عن رفضه، باءت بالفشل.. محمد وكريستيان أعلنا ثورتهما على التقاليد وتوّجا حبهما بالزواج.
لم يستمر غضب ايلي خوري على ابنته أكثر من أربعة ايام. سرعان ما اكتشف في محمد صفات يتمناها كل اب في زوج ابنته، فكان أن دعاه للعيش معه في المنزل هو وزوجته.
يوم الرابع من آب غادرت كريستيان الى عملها باكرأ دون ان تلقي تحية الصباح على محمد، مصطحبة معها طفليها سينتيا والكسي الى دار الحضانة. كان محمد في ذلك الوقت نائماً، فدوام عمله في ذلك النهار كان بعد الظهر.
في الخامسة والنصف بعد الظهر، اتصلت كريستيان بزوجها وهي خارجة من عملها واشتكت من زحمة السير، طالبة منه التوجه لأخذ الطفلين من الحضانة. لم يجار محمد زوجته في طلبها فهو كان قد تأخر عن دوام عمله، ذهب الى المرفأ، فوقع الانفجار الكبيرهناك، دون أي خبر عن محمد.
عشرة ايام قضتها أفراد عائلة محمد في البحث عنه في المستشفيات، حتى انهم وصلوا في بحثهم الى مستشفيات دمشق، بعد اخبار وردت أن بعض الجرحى تم نقلهم إلى هناك للعلاج.
في اليوم الثالث لعملية التفتيش شاهدوا جثة في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، اعتقدوا أنها تعود لمحمد. لكن المفاجأة كانت في الطريق إلى البقاع لإقامة مراسم الدفن، حين تلقوا اتصالاً من السفارة الفرنسية، أبلغهم فيه المتصل ان الجثة تعود لشخص فرنسي وطالبهم بتسليمها الى السفارة الفرنسية. بعد التدقيق في الملامح تأكد لهم ذلك، وعاد إليهم الأمل بأن يكون محمد حياً، ويرقد في أحد المستشفيات، لكن فحوصات الحمض النووي لعدد من الجثث المجهولة الهوية حسم المشهد. في مستشفى الزهراء كانت جثة محمد منتفخة وموضوعة في كيس خارج البراد. نتائج الحمض النووي لم تقنع شقيقه من المرة الاولى، أصرّ على إعادة الفحص مرتين، ليثبت انها جثّة محمد. ㅤ