محمد الدقدوقي

‎ محمد الدقدوقي شاب غدره القدر فصارع الموت ليستمر في العيش، لكن الحياة لم تكن على قدر التطلعات فكان الرابع من آب ٢٠٢٠ نقطة التحول.

في عصر ذلك اليوم، كان محمد يعمل في مستودع تابعٍ لشركة نقل الحاويات في مرفأ بيروت القريب من مكان حدوث الانفجار الكبير حيث كان يصوّر، عند وقوع اول انفجار هرول الى سيارته الا انه لم يكد يفتح الباب حتى كان قد عصف به الانفجار الثاني ورماه في اقل من ثانيتين الى مكان بقي فيه حتى الساعة السابعة تقريباً لينقل فيما بعد عن طريق البحر.

ككثرين غيره لم يعرف محمد حجم اصابته، بعد وصوله الى مستشفى هارون تم البدء بعلاجه عند الساعة الثانية عشر ليلاً، ريثما تواصلوا مع عائلته ليصار بعدها الى بتر الرجل اليمنى، اما اليد اليمنى فكانت مفتوحة جراء انفجارها فتم ترميمها بشكلٍ سريع.

وفي اليوم الثاني انتقل محمد الى مستشفى السان جورج ليكمل علاجه هناك استمر مدة شهرين. في هذا الموضوع قال محمد:" جمعيات عديدة أتت الى المستشفى حيث كان يتابع علاجه، لكنه لم ير منها شيئاً تبيّن له فيما بعد ان معظمها كانت وهمية، الا ان الهلال الأحمر الاماراتي قدم له طرفاً اصطناعياً لرجله واستئصال العين اليسرى وزرع أخرى مكانها.

محمد الذي ساعدته ضيعته برجا لم يلق الدعم اللازم والمتوجب من وزارة الصحة، أكد: إن الناس يموتون على أبواب المستشفيات وانا ببرودة طلبوا مني ان أتقدم بالفواتير والتكلفة على ان يصار الى تعويضي، وهذا ما لم يحدث ابداً بل تركتنا وزارة الصحة لأقدارنا التي لن نختارها بملء ارادتنا.

وعن التحديات التي يواجهها محمد يقول: " بعد بتر رجلي واستئصال عيني اليسرى ما زالت اليد اليمنى بحاجة لإجراء أكثر من عملية جراحية فما زالت مفتوحة ويجب نزع الزجاج الذي لا يزال في داخلها كما ان الشرايين باتت خارج مكانها لتلتحم بطريقةٍ خاطئة فلا يمكنني اغلاقها او تحريكها والعين السليمة خضعت لعملية مياه زرقاء في مستشفى شرفان كما ان وجهي جزء منه سليم والآخر لا.

وجع محمد لن ينتهي وخوفه على وضعه يكبر يوماً بعد يوم، بحيث ان الطرف الاصطناعي يجب تغييره كل سنة وأيضا الجهاز الذي يضعه بحاجة الى صيانة دورية سنوياً، ولا يعرف ما إذا كان الهلال الأحمر الاماراتي سيقدم له المزيد من المساعدة، كما ان المشد الذي يضعه مكلف جداً.

Arabic