مصطفى بري

أن يموت الإنسان فهذا قدر الله بينما ان تعيش في إعاقةٍ دائمة تزيد عليك من عبء الحياة ومعاناتها فهذا الأمر الأصعب والأقسى.

"كأنه إعصار"، بهذه الكلمات وصف المصاب مصطفى لحظة الانفجار.

ولد مصطفى بري في قرية شحور من جنوب لبنان عام ١٩٦٠ كان مصيره ان يمتحن عذاب ٤ اب ٢٠٢٠ .

يتحدث عنه بغصة وألم ويتذكر:" بينما هو يقود سيارته على طريق البسطة الفوقا عائداً إلى منزله الكائن في زقاق البلاط حيث عائلته المؤلفة من ستة أبناء. سمع دويّ انفجار المرفأ الذي قضى على بيروت ومكانها وروادها. سقط الزجاج عليه وأصاب رجله اليمنى بجروحٍ بليغة ما اضطره إلى معالجتها وبتر كل الشرايين فيها لتصبح رجله في وضعها الحالي تتحرك على شريانٍ واحد فقط.

صحيح أن مصطفى نجا من الموت، لكنه لم يسلم من الإصابة باعاقةٍ دائمة في رجله التي بنتيجتها يتحمل الكثير من الآلام وعدم استطاعته الوقوف والمشي إلا من خلال العكازة التي أصبحت رفيقته الدائمة.

مصطفى الذي كان سعيداً في عمله في الملحمة التي يملكها، انتقل ليعمل رغماً عنه كسائقٍ على سيارة الأجرة ليعيل عائلته، لأن محله ومنزله دمرا بشكلٍ كبير.

يقول مصطفى:" لم تلتفت الدولة إليه ولا تساعده كمصابٍ من هذا الانفجار اللعين." هو الذي كان يجب أن يكون مرتاحاً ليكمل حياته بسلام في هذه السن، هو بحاجةٍ إلى مساعدةٍ ومعالج فيزيائي وخدماتٍ من عائلته. على الرغم من مرور أكثر من عامين، لا يزال مصطفى يتلقى العلاج ويخضع لعملياتٍ جراحية لرجله حتى يومنا هذا، على أمل أن يتخلص من أوجاعه في رجله المصابة، اما الوجع النفسي والذكرى الأليمة فسيرافقانه طوال حياته حتى آخر نفس.

Arabic