نجيب او نانو هو الطيبة بحد ذاتها، هكذا يصف الاطفائيون والمسعفون في فوج اطفاء بيروت نجيب، ابن السبعة والعشرين... يعمل هناك مع صهره شربل كرم رئيس فرقة الطوارئ وابن عمه شربل حتي.
وكان شغف نجيب بالجرافات والشاحنات دفعه قبل الالتحاق بالفوج في 2/1/2018 الى مساعدة عمه جورج في العمل. تعلم نجيب في بلدته حتى نال شهادة البريفيه، لينتقل بعدها إلى معهد في طبرجا ليحقق حلمه ويتخصص في ميكانيك المعدات الثقيلة.
شارك عام 2006 في حفر درب الصليب في قرطبا، ليتطوع من بعدها عام 2014 في الدفاع المدني-قرطبا لمدة أربع سنوات.
بدايته في فوج الاطفاء كانت في مركز الطريق الجديدة، ليُعاد تشكيله الى سريّة الكرنتينا كسائق لإطفائيّة الفوج، بعد خضوعه لدورات تدريبيّة في معهد إطفاء بيروت، ولدورات مع فوج التدخل بالجيش اللبناني. عام 2016 نال جائزة في سبق السيارات ألOFFROAD.
هو من كان يقود بسرعة ولكن بوعي، وقد طُلِب منه مرات عدّة أن يُخفف من سرعته، إلاّ أنّه كان يُعلل قيادته المُسرعة بـ أنه "كُلما أَسرعَ خفّف من وجع مَن استغاث به".
نجيب الشاب الخلوق المُهذّب الخدوم المتطوّع لخدمة المواطنين خلال الحرائق والعواصف والثلوج، قضى شهيدًا على مذبح الوطن في 4 آب. يومذاك، تفحّص السيارات والمعدّات ونفّذ خلال النهار المهام الموكلة اليه.
عند الساعة 5:52 مساء، تلقى الفوج اتصالاً مضمونه حريق في المرفأ دون تفاصيل أخرى. فهرع مُسرعًا، صهره شربل كان يقود المهمة، اتصل بزوجته كارلا و اشتكى لها اخاها: "يقود بسرعة".
لدى وصولهم إلى المرفأ تبين أنّ الحريق كبيرجدا وبحاجة لدعم إضافي. دقائق مضت على وصولهم للمرفأ، انفجر العنبر، وانقطع التواصل مع الفريق.
نار المرفأ لم تضاه لهيب الحرقة في قلب عائلة نجيب التي ودعته بإتصال هاتفي عند الساعة 3:55. لبّى نجيب نداء الواجب، ولكن هل لبّت الدولة اللبنانيّة نداء أم نجيب وأطفأت جمر انتظارها؟ مرت أيام وقطعت وعود كثيرة، والنتيجة تسلّم نصف جثة بعد 11 يومًا من الإنفجار.
بعد مرور شهر، تفاجأ الوالد بإتصال يدعوه للذهاب للمستشفى مجددا بعد أن عثروا على أشلاء تعود لنجيب ليُعاد ويُفتح المدفن وتُقام صلاة جديدة على روحه.
تمّ تكريم شهداء فوج الأطفاء الثلاث من قبل شبيبة الصليب بوضع نصب تذكاري لهم. نجيب حاز على تنويه من قائد فوج الأطفاء، وقد رُقي الى رتبة عريف بعد الاستشهاد بقرار 1872 بتاريخ 25/8/2020.