ربيع رياض فرج
لبناني الجنسيّة
ضحيّة قديمة جديدة يماط اللثام عنها للمرة الأولى.
نجا من قطوع كاد يودي بحياته ليقع في ما هو أكثر هولا: انفجار مرفأ بيروت الذي هزّ كيان العاصمة.
ربيع فرج، الشاب الأربعيني، ابن بلدة دورس البعلبكيّة، العامل المثابر على لقمة عيشه والمناضل في سبيل عائلته، لقي حتفه يوم السادس عشر من آب، نتيجة الدمار الذي ألمّ بمستشفى الجعيتاوي يوم الرابع من آب 2020 وهو على سريرها يرقد ليتعالج من الحروق التي أتت على جسده آواخر شهر تموز من العام نفسه.
ولد ربيع في كنف عائلة رياض و فاطمة فرج في الحادي عشر من شهر آب عام 1971، له أربعة شقيقات وشقيق واحد.
نشأ و ترعرع في دورس قضاء بعلبك حيث تعلّم في مدرستها، قبل أن يتخصص في الميكانيك الصناعي ويحترف المهنة، وتبدأ مسيرته المهنيّة بهذا الاختصاص لدى شركة Saga Concept في منطقة الفنار- عين سعادة.
تأهل من السيدة مريم محي الدين اواخر عام 1998 واستقرا في احدى طوابق الشركة التي يعمل فيها الزوج في منطقة الفنار. أثمر زواجهما ثلاثة أبناء: الإبنة البكر تبلغ من العمر واحد وعشرين عامًا، وولدان احدهما يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا والصغير تسع سنوات.
تقول الزوجة بأنّ ربيع كان أبا مثاليٌا .. الحياة معه كانت جميلة جدا، حلِم بإنجاز بيته في الضيعة وأن يستقر فيه مع عائلته، ويعيشوا حياة هنيئة كريمة.. إلاّ أنّ الحادث الذي تعرّض له أثناء عمله وقُبيل الانفجار ببضعة أيام حال دون ذلك. وفي تفاصيل الرواية، تعرّض ربيع أثناء عمله في شركة Saga Concept لحادث حريق في الغاز، وقد أُدخل على اثره الى مستشفى الجعيتاوي في حالة طوارئ، وقبع في غرفة العناية المشددة لبضعة أيام قُبيل استقرار وضعه و زوال الخطر عنه ونقله إلى غرفة خاصة تُعنى بحالته، إلى أن وقعت الكارثة يوم الرابع من آب، وتبددت الأحوال.
فكما بات معروفًا، نالت مستشفيات العاصمة نصيبها من التفجير بمن فيها. فكان ربيع فرج احد مرضى المستشفى الذين يخضعون للعلاج وتأذوا بشكل مباشر نتيجة انفجار العنبر، بعد أن قذف عصف الانفجار ربيع من على سريره وأوقعه أرضًا، ما ادى الى انقطاع الأوكسجين عنه وتضرر جسده الهزيل الذي كان لا يزال وضعه دقيقا لناحية الحروق التي تعرّض لها.
وترافق كل هذا مع انقطاع التيار الكهربائي واطفاء المكيّف الذي كان يلعب دورا بارزا في تبريد حرارة جسده. هذا فضلا عن الزجاج الذي غرز في جسده مع دمار الغرفة بشكل شبه شامل.
كانت الدقائق مريرة على ربيع مساء الرابع من آب، ترافق ذلك مع اهمال المستشفى الاطمئنان على مرضاها. لا ملامة!! فالجميع كان في حالة ذهول لما حصل! وهكذا بقي ربيع يصارع الاهمال إلى أن تأزم وضعه الصحي، وتغلغلت الالتهابات في جراحه وتفاقم وضعه يوما بعد يوم إلى.
أن أسلم الروح فجر 16 آب من عام 2020.
صُلى على جثمانه يوم الأحد الواقع فيه 16 آب 2020 وقد وري في مدافن العائلة في دورس.