راسيل بن مسعود وبارول ميا، ولد في 9 كانون الأوّل 1991 في عائلة بنغالية مؤلّفة من ستّة أفراد، ثلاثة شباب وثلاث فتيات ليكون هو أصغرهم. تلقّى تعليمه في بلده، لينهي تحصيله العلمي بعد نيله الشّهادة الثّانويّة. كان أخوه صادك، الذي يعمل في بيروت، مثله الأعلى وقدوته، وأحبّ أن يأتي للعمل في لبنان بعد أن أقنع أخاه بذلك. جاء إلى لبنان مطلع عام 2015، ليبدأ مسيرته المهنيّة بداية في محطّة للمحروقات في محلّة بئر حسن حيث عمل قرابة السّنتين. ثم سعى صادك الذي يعمل في محطة الورديّة قرب المرفأ منذ أكثر من 15 سنة، لدى ربّ عمله إلى توظيف راسيل شقيقه معه في المحطّة ليكون تحت نظره، فكان له ما طلب.
كان دوام راسيل بعد الظّهر، ووظيفته الأساسيّة هي تعبئة البنزين. كان نشيطاً، محبوباً، ذا أخلاق حميدة. أحبّ عمله كثيراً في محطّة الورديّة بوجود أخيه وابن خالته ريزول وزملاء آخرين من بلده. يقول أحد زملائه على المحطّة بأنّ راسيل كان صاحب نكتة، وبالرّغم من قصر قامته مقارنة مع عمره، إلاّ أنّه يعمل من دون كلل أو ملل ويساعد الجميع.
في الرّابع من آب، انتبه عمّال المحطّة إلى الدّخان الأسود المتصاعد من المرفأ ولكن لم يخطر ببالهم أنّه نذير انفجار سيقضي على شخصين منهم". وفيما كان راسيل يقوم بتعبئة الوقود لإحدى السّيارات، كانت ألسنة النّار تزداد رويداً رويداً، ازداد قلق راسيل فراح ريزول يتحدّث معه ويهدئ من روعه". انفجر العنبر 12 من بعدها، ودفع عصف الإنفجار راسيل إلى داخل المكتب، محطّماً واجهة الزّجاج الذي غرز في جسده. على الفور نقل صادك أخيه راسيل المصاب إلى مستشفى الجامعة الأميركيّة بواسطة احدى السيارات المارة بعدما وضعه على غطاء السّياره من الخارج. ولدى وصوله إلى هناك، خضع لعمليّة جراحيّة.
بالرّغم من المصيبة التي حلّت بأخيه، تفاءل صادك ببقاء راسيل على قيد الحياة، ليتفاجأ في اليوم التّالي بأنّه فارق الحياة ووضع في برّاد المستشفى. وبحسب التّقرير الطّبي فإنّ الوفاة ناتجة عن نزيف حاد.
بقي راسيل في برّاد المستشفى لمدّة شهر ونيّف، تحضيرا لتأشيرات السّفر التي كانت قيد التّحضير له ولمواطِنيه من ضحايا الانفجار، ومن ثم نُقل جثمانه إلى بنغلادش في رحلته الأخيرة إلى وطنه.