ريتا حرديني

ريتا أنطوان حرديني لبنانية الجنسيّة

في اليوم الاول من شهر تشرين الاول من عام ١٩٩١ في منطقة المدور- الكرنتينا ولدت ريتا، في كنف عائلة انطوان و يولا حرديني بين شقيقيها جاد و مارك.

درست ريتا في مدارس خاصة في بيروت من دون الالتحاق بالجامعة.

كانت ريتا مُتميزة بكل تفاصيل حياتها، فمنذ نشأتها كانت ودودة، وعدا عن كونها ذكية، هي مُنتظمة ودائما في الطليعة. تميّزت بحبها للحياة و بفرحها الذي تشاركته مع كل من حولها. لم تغب الضحكة عن مبسمها ، فهي لا تعي معنى الأذى او الكره. كبرت والمرح والسعادة رفيقا دربها.

عملت في فندق كوليبري لفترة من الزمن، اما التزامها الاجتماعي فتجسد بانضمام ريتا الى "جمعية إيمان و نور" الدينيّة، حيث كانت تشارك في اجتماعاتهاوفي الجنّاز والصلوات المقامة.

أما أحلامها فكانت عديدة، منها امتلاك سيارة فيراري، امتلاك مكتب خاص تعمل فيه، إضافة لحلمها بالسفر، فمن لا يحلم، تظلم في عينيه الحياة. لكن أبناء الظلمة منعوا الحياة عن أبناء الرجاء، ففي الرابع من آب، كانت ريتا في المنزل مع عائلتها، في غرفتها لحظة وقوع الانفجار، في حين كان الأب و شقيقها جاد ينظران من النافذة على الحريق الحاصل في المرفأ، وما هي الا لحظات حتى انفجرت بيروت واُصيبت العائلة جميعها. خرجت ريتا من غرفتها وهي تنزف من رقبتها، و تتفاجأ بوالدها ينزف وتصرخ عليه "ما تموت ما تموت".
بعد مضي اسبوعين على الانفجار بدأت ريتا تفقد وعيها بين الحين و الآخر، الى أن استدعى وضعها الصحي نقلها الى الطوارئ، لتتبيّن اصابتها بجلطات متتالية دون أن تعي ذلك.

بدأ قلبها يتضخّم، وباتت تواجه ضيقا في التنفّس وعدم انتظام في نبضات قلبها، حتى اصبحت قارورة الاوكسجين تلازمها دائمًا.

رويدًا رويدًا بدأت تخف عندها المناعة، ما اضفى عبئا اضافيا على معاناة ريتا التي بدأت معها منذ ولادتها مع متلازمة داون، فبدأت تخضع لعلاج الكورتيزون، وظلّت تلازم منزلها ولا تُغادره الاّ في حالة زيارة الطبيب، إلى ان أنهكت الآلام جسدها مساء السبت الواقع فيه ٢٦ آذار ٢٠٢٢.

احتفل بالصلاة لراحة نفسها يوم ٢٨ آذار في كنيسة مار مخايل.

Arabic