وُلد الشّاب رشدي الجمل وترعرع في قرية بنال أبو صير في محافظة الغربيّة في مصر بتاريخ 10-10-1995 وسط عائلة متواضعة تتألّف من 4 شبّان كان هو أصغرهم، وفتاة وحيدة. تعلّم حتى نال الشّهادة المتوسّطة ثمّ انصرف ليسعى وراء حلمه بتحسين وضعه وتغيير حياته، فكان لبنان وجهته.
ترك مصر ووصل إلى بيروت عام 2015 والتحق بشقيقه الذي يعمل في العاصمة اللّبنانية منذ عام 2009. عمل في شركة مختصّة في هندسة الدّيكور وكان سعيداً وراضياً بنمطِ حياته الذي اعتاد عليه في الأعوام الخمس الأخيرة. واستقرّ في بيروت حيث عاش مع أخوه فايز ورفيقه إبراهيم عبدالمحسن القفّاص. لم يترك رشدي بيروت إلاّ نادراً لزيارة أهله والاطمئنان على والدته في وطنه الأم.
عاش رشدي مع أخيه ورفيق دربه في بيروت، كطفلٍ مدلّل، حرص أخوه الأكبر فايز على تربيته والاهتمام بشتّى أموره الحياتيّة الصغيرة، فعامله معاملة الأب لإبنه. وكان رشدي بالمقابل أخاً جسوراً يُعتمد عليه. وكل من عرفه كان يثني على حسن خلقه على الرغم من شخصيّته العصبيّة التي تلجم غضبها بسيجارة في أغلب الأحيان.
عاش رشدي مع أخيه ورفيق دربه في بيروت، كطفلٍ مدلّل، حرص أخوه الأكبر فايز على تربيته والاهتمام بشتّى أموره الحياتيّة الصغيرة، فعامله معاملة الأب لإبنه. وكان رشدي بالمقابل أخاً جسوراً يُعتمد عليه. وكل من عرفه كان يثني على حسن خلقه على الرغم من شخصيّته العصبيّة التي تلجم غضبها بسيجارة في أغلب الأحيان.
في اليوم المشؤوم اتّفق الأخوة فايز ورشدي مع رفيقهم إبراهيم، على الاجتماع في المنزل ليلاً لتناول العشاء، وقد كان من المفترض أن يعود رشدي وإبراهيم من عملهما عند السّابعة مساءً، إلاّ أنّ الأقدار شاءت أن يعودا باكراً عند الساعة الثانية ظهراً.
ساعة وقوع الإنفجار، هرع فايز إلى منزلهم الكائن في منطقة مار مخايل المحاذية للمرفأ، فدخلَه وقد دُمّر وسقطت جدرانه، فلم يجد رشدي ولا إبراهيم.
قبل الإنفجار بعشر دقائق أصّر رشدي على النّزول إلى دكان صغير مقابل المرفأ ليبتاع علبة سجائر. هذا ما عرفه فايز بنتيجة بحثه عن أخيه رشدي، إلّا أنّ أيّ تفاصيل أخرى بدت مبهمة حتّى مساء اليوم الثّاني حيث تعرّف على جثّة أخيه الذي قضى جرّاء الضّغط الكبير الذي أحدثه الانفجار وأدّى إلى تفتّت شرايينه .
رشدي كتير حلو": هذا وصف فايز لشقيقه إثر إلقائه نظرة الوداع على الجثمان.
هو لطالما اعتبره أبناً له طوى آخر صفحة من حياة شاب في ريعان شبابه، غادر وطنه الأم سعياً لتغيير حياته فتغيّرت لمرّة أخيرة وإلى الأبد.