سحر فارس

ياسمينة القاع" هي، نسبة الى مسقط رأسها بلدة القاع في البقاع الشمالي. لكنها خـرجت إلى الحياة في الدكوانة حيث نشأت وترعرت الى جانب شقيقتين أصغر منها، ودرست في احدى مدارسها الانطونية.

هي سحر أبنة جورج فارس المولودة فـي السابع من كانون الثاني عام 1993.

في ثانوية الجديدة للبنات أكملت سحر المرحلة المتوسطة، قبل ان تلتحق بالمعهد الفني للتمريض في الدكوانة.

بعد تخرجها عملت في احدى المستشفيات الخاصة، ولكن عملها هذا لم يستمرّ طويلاً. اضطرّت للتوقف عن العمل بعد قرار لوزير الصحة آنذاك "غسان حاصباني" بمنع العمل في مهنة التمريض إلا للحائزين على شهادات جامعية. لم تستسلم، تابعت دورة في العناية التمريضية استمرت لمدّة عام في الصليب الأحمر. هناك جاء من يخبرها أن فوج إطفاء بيروت يطلب ممرضات للعمل في صفوفه.

وبعد اجتيازها كل الاختبارات بنجاح انضمت سحر رسمياً الى فوج اطفاء بيروت كممرضة، وكان ذلك عام 2017.

يوم الرابع من آب من عام 2020 لم يكن يوم خدمة سحر في الفوج ، لكن خطيبها كان سيبدأ في اليوم التالي إجازة لأيام عدة يقضيها في عكار. ارادت سحر التي تحضر لعرسها القريب أن تمضي الوقت معه. أبلغت رفيقتها، فتوافقا على أن تعمل هي الثلاثاء، فتعطّل الأربعاء لتتمكن من التوجه الى عكار. عصر ذلك اليوم ورد اتصال هاتفي الى الفوج، علمت سحر وزملاؤها أن حريقاً هائلاًً شب في مرفأ بيروت.... توجهوا الى هناك، موثقة مهمتها هذه بصور أرسلتها الى خطيبها.. "اهربي"، قال لها، وانقطع الاتصال. اتصل بها أبوها فلم تجب. أعاد الكرة عبثاً ..

ساعات مضنية قضاها جورج فارس مع عائلته واقربائه واصدقائه وهم يحاولون جلاء مصير سحر... انقضى الليل وهم يتنقلون بين المستشفيات يبحثون عن سحر دون ان يظهر لـها أثر، لا بين الجرحى، ولا في البرادات.

مع بزوغ الفجر كان جورج فارس قد أيقن في قرارة نفسه أن ابنته قد انتقلت الى جوار ربها، لكنه لم يشأ ان ينقل شعوره هذا الى عائلته. ظلّ متماسكاً، متمسكّاً بأمل ولو ضئيل يخيّب ظنّه في اللحظات الأخيرة.

هذا المشهد استمر حتى صباح اليوم التالي، عندما تلقت شقيقة سحر الصغرى اتصالا من أحد الضباط المسؤولين أعلمها انه بنتيجة البحث بين الركام تبين ان سحر قد استشهدت.

Arabic