فراشة البيت وصغيرة عائلة الحتوني المؤلفة من ثلاث فتيات وشاب، انها "الشقورة" كما كانت تلقب ومدللة الجميع، سلمى الفتاة الجميلة التي طلبها لا يرفض ولا تقول كلمتها مرتين والمرأة الديناميكية، صاحبة الشخصية القوية المعطاءة والصبورة. احبت من دون حساب احبت الحياة والنظام والسفر والرحلات والاصدقاء عرفت بصدقها وفرادتها، تعاطت بنزاهة مع كل محيطها، كما تميزت بأناقتها وحبها للأزياء والموضة. حازت سلمى على اجازة في علم النفس، وعملت في مجال المحاسبة، سكريتيرة مدير المحاسبة في مدرسة فرير الجميزة ولدت في الأشرفية - بيروت، بينما جذور عائلتها تعود الى قرية دلبتا الكسروانية.
لم يكن من المفترض ان تبيت سلمى في شقتها في تلك الليلة من الرابع من آب، لانه وجريا على عادتها في كل صيفية، تمضي مع شقيقتها ماري شهرين في احد الفنادق في منطقة جبلية كسروانية، انما يومها نزلتا لإنجاز بعض الاعمال في المدينة وتفقد منزلهما في الأشرفية. لم تشأ سلمى العودة الى الفندق تفاديا لزحمة السير، رغم أن شقيقتها أصرت على ذلك، فبقيتا في شقتهما. عند الساعة السادسة والدقيقة السابعة، كانت سلمى في طريقها الى الشرفة لتفقد شتلة الغاردينيا، حين حصل الانفجار الذي حملها عصفه وقذفها باتجاه الجدران والباب بدات تستغيث بشقيقتها التي لم تستطع ايضا التحرك بسهولة، فزحفت بين الركام للوصول اليها ونادت سلمى احد الجيران الذي أتى لاسعافهما.
خضعت للإسعافات الأولية في المنزل ولتضميد جراحها، و ذهبت مع اختها الى الفندق.
في اليوم الثاني عشر على الانفجار بدات الآلام تصيبها اخذت المسكنات الا ان الوجع اصبح لا يحتمل، فتوجهت الى المستشفى حيث خضعت للصورالشعاعية التي بينت اصابتها بشعر كبير في حوضها، وجرح داخلي في العضل لا يمكن القيام باي عمل جراحي لمعالجته، انما يجب ان تتمدد على ظهرها بانتظار ان يلحم". كما وصف لها الطبيب المضادات الحيوية والمسكنات بعد فترة لم يتحمل كبدها كل تلك الأدوية. عانت سلمى من الآلام المبرحة نتيجة مضاعفات اصابتها في انفجار مرفأ بيروت نحو الستة اشهر، ثم دخلت في غيبوبة فترة اربعة ايام الى ان انطفأت في 9 شباط .2021