ابن الواحد والتسعين عاماً وُلد في منطقة مار مخايل- المدوّر ودرس في مدرسة Sahagian لينتقل بعدها إلى مدرسة St. Gregoire كونها الأقرب إلى بيته وبسبب الحرب العالميّة آنذاك، وبقي فيها حتى المرحلة المتوسّطة.
سركيس لم يُكمل تعليمه، ففي عمر الرّابع عشر انصرف للعمل مع والده في الأحذية في سوق الصّياغ، إلّا انّه إبّان الحرب الأهليّة خسر محلّه،، فانتقل إلى مار مخايل وفتح محلاً مقابل الكنيسة.
من رآه لأوّل مرّة اعتقد أنّه صارماً ولا يمكن الحديث معه إلّا أنّ وراء هذه الصّرامة إنسان هادئ وطيب القلب وصاحب نكته وهذا ما اشتهر به سركيس، في الحيّ بين جيرانه وأصدقائه وكلّ من عرفه.
سركيس تميّز بترجمة معنى التعايش ما بين الأديان من خلال موهبة يمتلكها وهي الصّوت الجميل بحيث كان هذا الرّجل الأرمينيّ المسيحيّ يؤذّن آذان المسلمين بطريقة متقنة جداً وبصوت رائع جداً، وأيضا لديه خام
القبضاي، هذا الرّجل التّسعيني كان ممارساً لا بل لديه شغف بالرّياضة ولديه بطولات، فهو كان لاعباً لكرة القدم مع الهومنتمن، وكان لاعباً للملاكمة وحائزاً على المرتبة الأولى سنة 1959. لُقّبَ سركيس بالحكيم فهو أيضا كان مُلّمَاً بتركيب أدوية عربيّة، ويتقن الفيزياء. في الرّابع من آب، كان سركيس مع ابنة أخته مكروهي في منزلهم في مار مخايل المواجه تماماً لمرفأ بيروت،منذ الخامسة عصراً سمِعا أصواتاً غريبة من المرفأ لم يكونا قادرين على تحديد نوع الصّوت، و ما إذا كان رصاصاً أو مفرقعات رأت مكروهي من النّافذة دخاناً أسود يتصاعد من المرفأ، وإذ بالانفجار يرمْيهما من ممر البيت باتجاه المطبخ، غابت مكروهي عن الوعي لتستيقظ بعدها وتجد خالها بجانبها غائباً عن الوعي و ينزف، حاولت ماكروهي السبعينية أن تسعف خالها،لكنّها لم تستطع. بعد مضي حوالي ساعتين كانت وصلت شقيقتها الطبيبة وزوجها وعاينت سركيس، فوجدته ميّتاً إلى أن وصل الإسعاف ونُقل سركيس إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. بقي سركيس ليلتين في المستشفى ومن ثم سلّمت جثّته إلى ذويه.