قصة سوزان الخطيب بدأت خلال زيارتها لمنزل أهلها في بيروت بعيداً عن منزلها الزوجي في منطقة البقاع. صوت الانفجار الأول من الرابع من شهر آب، أعاد إلى ذهنها ذكريات القصف الإسرائيلي. غريزة الأم دفعتها للإحتماء هي وأولادها الثلاثة قبل أن ينشر عصف الإنفجار شظايا الزجاج التي كست جسد سوزان فتغدو مكسوّة بغطاء من الدم وتصيب عينها اليسرى بشكلٍ بليغ. رافقت سوزان الحامل بجنينها اولادها خارج منزلهم لتبدأ مسيرة الألف ميل بحثاً عن المستشفى في بيروت وضواحيها.
بعد أن اتضحت إصابة سوزان التي احتاجت لعمليةٍ عاجلة في عينها لإنقاذها. وجدت ضالتها في مستشفى جب جنين حيث اصطحبها زوجها على وجه السرعة لتجري العملية المطلوبة وتبدأ رحلة الآلام حتى التعافي على مدار السنة. لكن الشفاء من إصابتها لم يكن كاملاً فلا يزال لدى سوزان إعاقة بصرية جزئية حتى يومنا هذا.
حال سوزان كحال الكثيرين بما يخص الخوف من الأصوات الصاخبة وكل ما هو زجاجي، خشيةً من وقوع المحظور من جديد في بلد العجائب. كلمات كررتها سوزان بغصة أكثر من مرة..." الحمد لله صابني اللي صابني، وما صاب حدا من عيلتي".
حتى في المصائب يترفع من عاشوا التجربة عن الأنانية الانسانية بعكس ما رأيناه من الذين كانوا سبباً في كل ما حصل.
اذا أردنا صياغة حالهم كادوا يقولون: "الحمد لله صاب الشعب اللي صابو وما صاب مصالحي وأزلامي."