تريز مرعي

وُلدت تريز غندور مرعي في منطقة مريجات الشّوف عام 1951، ودخلت إلى مدرسة راهبات العائلة المقدّسة، زحلة - حوش الأمراء حتّى أنهت المرحلة التكميليّة.

درست في بحمدون في مدرسة راهبات العائلة المقدّسة لمدّة ثلاث سنوات، لتنتقل للتّعليم في فرع المدرسة عينها في حارة حريك بعدما انتقلت عائلتها للعيش في الشّيّاح، في تلك الفترة تزوّجت تريز من سليم انطون وانتقلت للعيش معه في المريجات،البقاع.

في سنة ١٩٨٢ حدث التّهجير فانْتقلا إلى دير القمر ومن بعدها إلى الحازميّة ليعيشا مع شقيقها. ومن هناك وجد زوجها عملاً في عمشيت كوسيط في شركة تأمين فانْتقلا إلى هناك، لكن ما لبث أن أصيب زوجها بمرض السّرطان وتوفي، عادت تريز التي لم ترزق بأولاد لتنتقل من عمشيت إلى الحازميّة مجدّداً، وسكنت مع عائلتها..

تريز التي أرادت أن تكون مستقلّة تدبّرت لها عملاً في مستشفى الكرنتينا في عيادة طب الأسنان ومساعدة للعديد من الأطبّاء في العيادات الخارجيّة. وبعد أن ثبت وضعها استأجرت بيتا في الكرنتينا لتكون قريبة من مكان عملها.

تريز التي أُحيلت إلى التّقاعد لدى بلوغها الرّابعة والسّتين من عمرها ظلّ الذين يعرفونها يطلبونها كممرّضة خاصّة إلى منازلهم. كانت محبّة، حنونة، وخدومة، وكريمة وعندها عزّة نفس تصل إلى عنان السّماء. طموح هذه السّيدة التي قضت حياتها متنقلة ما بين منطقة وأخرى أن تكون مكتفية ماديّاً، وألّا تحتاج إلّا لرحمة ربّ العباد.

في الرّابع من آب، تلقّى إلياس شقيق تريز خبر الانفجار وهو في بيته في الجبل في بحمدون. في تلك الأثناء قُطعت الطّرق المؤدّية إلى بيروت، إتّصل إلياس بشقيقه الذي يسكن في الذّوق ليذهب ليطمئنّ على شقيقته، وصل جوزف الشّقيق الثّاني إلى الكرنتينا ليجدها على درج بيتها لكنّها كانت جثة هامدة، فعند وقوع الانفجار الأوّل ركضت تريز لترى ما الذي حدث، عندها هبَّ الانفجار الثّاني وقذفها لترتطم بالحائط وتفارق الحياة.

Arabic