يولا الحلو

غيّر انفجار الرابع من آب حياة يولا الحلو، التي تعمل في مجال العقارات. غيرها إلى الأبد.
غيّر انفجار الرابع من آب حياة يولا الحلو، التي تعمل في مجال العقارات. غيرها إلى الأبد. كالعادة أتت إلى منزلها الكائن في الأشرفية لتستريح من عناء ذلك النهار، لكن، فجأةً شاهدت من على شرفة منزلها حريقاً في مرفأ بيروت، فأسرعت إلى الداخل، وركضت نحو التلفاز لمعرفة ما يجري، وما كادت أن تصل إلى باب غرفة الجلوس حتى دوّى صوت قوي اعتقدت للوهلة الأولى أنه زلزال، إلا أن عصف الانفجار رماها على الأرض، فوجدت نفسها تستغيث ورجلها تنزف مغمورة بالدماء.

بقيت على هذه الحال حتى وصل صهرها ونقلها إلى مستشفى سان لويس في جونية.

أما على الطريق فكان المشهد أكثر فظاعة، كما ذكرت. شهدت الضحايا وأشلاء أجسادٍ منتشرة على الأرصفة والطرق والجرحى في كل مكان، وقالت "يا له من من يوم فظيع!".
عندما وصلت يولا الى المستشفى الذي كان مكتظاً بالمصابين. ضمدوا رجلها يومين على تلك الحال ريثما يتسنى إجراء عملية جراحية لها. بعد العملية، لم تعد رجل يولا كما كانت، فهي لا تستطيع السير بطريقةٍ سليمة بسبب الأوتار شبه المقطوعة، وتحتاج إلى علاجٍ فيزيائي، لكنها على الرغم من معاناتها، رضيت يولا بواقعها ، تقول: "انا لا أحب ان أتذكر رجلي وما حل بي ولا أرغب في اكمال العلاج".

توقفت عن العمل وهي تلازم منزلها وترفض الحديث عن تلك اللحظات المؤلمة التي عانت منها الكثير. الأمر الذي سبّب لها أزماتٍ نفسية، حيث تعيش صراعاً داخلياً والماً لا ينتهيان، لكنها لا تحب ان تتذكر وتقولها بحسرة: "ليته لم يأت ذاك النهار".

وأخيراً، تطالب يولا بتحقيقٍ شفاف وعادل، وتشدد على ضرورة سجن المرتكبين فهي لا تريد شيئاً من هذه الدنيا سوى رؤية من قام بانفجار بيروت في السجن، يُحاسب على الجرائم التي ارتكبها.

Arabic