هاسميك باسطه جيان شابو

بدأ يوم هاسميك باسطة جيان المعروفة بياسمين في 4 آب 2020 عاديُا فذهبت الى العمل كالمعتاد ، لكنها كانت تشعر باحساسٍ غريب في داخلها في ذاك النهار.

هاسميك تعمل في محال لبيع الألبسة في منطقة مار نقولا في الأشرفية وكانت منشغلة جداً في الرابع من آب، كما تقول، وتنتظر المساء كي تعودلىالمنزل لترى احفادها واولادها.

ولكن بعيد الساعة السادسة حصل زلزال في المنطقة كما تؤكد هاسميك التي سمعت صوتاً قوياً وكأنه دوي انفجار وما إن همت للخروج من مكانها حتى سمعت الصوت الثاني الذي رماها لمسافة بعيدة من المحل الذي بدأ يتهاوى وهي مرمية في الشارع تنزف من رأسها ووركها.

اعتقدت هاسميك ان تسونامي ضرب المنطقة، وبدأت تفكر بمصير اولادها وزوجها وتصرخ مستغيثة الى ان خرج صاحب المحل وهو مضرج بالدماء ايضاً وحاول انقاذها وحملها وقاد دراجته النارية متجها بهاسميك الى الجامعة الاميركية.

لم تشاهد هاسميك مثل هذه المشاهد في حياتها، جثث على الطرق واناس يركضون مستغيثين ومبان متداعية ورائحة الموت والدمار في كل مكان.

هاسميك عولجت في الجامعة الاميركية في بيروت، وتبين ان اصابتها في وركها ستسبب لها اعاقة شبه دائمة، فهي التي تحتاج الى عمليات جراحية متتالية كي تؤدي المهمات الحياتية المطلوبة منها بحدها الأدنى.
هاسميك عادت الى منزلها ولكنها لم تنس انفجار الرابع من آب فقد بقي محفورا في ذاكرتها، هذا الانفجار الجبان كما تصفه هاسميك الذي بدل حياتها وحياة عائلتها. لم تعد تستطع العمل وتؤكد انها عاجزة عن اكمال حياتها بشكل طبيعي وكأن عمرها 70 عاما، هي المولودة عام 1962. تطلب هاسميك الرحمة من الدولة الغائبة عن هموم الناس وتقول :" الله على الظالم " والمطلوب العدالة.

arArabic