
Yassmine Obeid
قبل فاجعة بيروت كانت ياسمين أحمد عبيد وهي شابة سورية تعيش في لبنان تستمتع بحياتها مع زوجها وابنها "كنت مرتاحة وراضية بحياتي" .لم تكن تدرك ياسمين نهار الرابع من آب الساعة 6:07 بتوقيت بيروت بأن حياتها ستتغير، وسيترك هذا التاريخ ندوباً سترافقها بالحد الأدنى حتى إتمام مراحل علاجها الشاقة والمتعبة.
في مبنى قديمٍ في منطقة الكرنتينا حيث تقطن ياسمين ولحظة وقوع الانفجار، لم تشعر بسقوط الشباك على جسدها الضعيف، كان همها الأكبر أن تحمل ابنها وتخرجه من بين كل الخراب الذي حل في المنزل أسوةً بمنازل بيروت التي شهدت على مأساة المدينة.
تتلعثم ياسمين وتقول خلال حديثها: "ما بعرف شو صار بس المشهد كان مرعب"، فمن بين الدمار استطاعت ياسمين وزوجها زكريا وابنهما على متن دراجةٍ نارية الخروج بصعوبة والتوجه نحو منزل أخيها الكائن في منطقة زقاق البلاط في بيروت ومن هنا تردد مراراً، "بطلت اسمع بأذني اليسار ولا شيء".
بعد مرور يومين من تدارك الصدمة ولملمة الجراح، بدأت ياسمين تشعر بألمٍ قويٍ في ظهرها مع عدم القدرة على السمع بأذنها اليسرى كلياً، ليبدأ فصل طويل من العلاج.
بعد سلسلةٍ من الصور والتحاليل الطبية في مستشفى الجامعة الأمريكية والتي لم تنته مشقتها حتى اليوم، تبيّن بأن بعض الفقرات في ظهر ياسمين قد خرجت عن مكانها ويجب أن تتمدد على ظهرها لمدة أقلها ثلاثة أشهر مع المواظبة على تناول بعض الأدوية إلا أن هذا ما لم يحدث "ما استفدت على الدواء وابني كان صغير وما عندي حدا هون يساعدني غير زوجي".
تنقلت ياسمين بين عددٍ من الأطباء وحتى اليوم لا تزال تتابع علاجها على نفقتها الخاصة. وما زاد الطين بلة بحسب ما ذكرت "أصبحت لا تستطيع أن تقف أكثر من ساعتين فتشعر بألم في ظهرها وتصبح غير قادرة على المشي بتاتاً ما يصعب أداء مهامها المنزلية وتقديم العناية لأسرتها الصغيرة."
ياسمين وفي ختام حديثها تقول، "أمنيتي صغيرة بدي ارجع اسمع" وأريد أن أعود إلى حياتي الطبيعية لكي لا أتذكر ما حدث في ذلك التاريخ، كما طالبت بحقها وحق ملايين اللبنانيين وهو معرفة الحقيقة ومن الذي تسبب لها بكل هذا الألم منذ تاريخ الرابع من آب حتى اليوم.