عبدالحليم حمود العلي السالم

ولد عبد الحليم حمود العلي السالم في الأول من كانون الثاني 1991 في كنف عائلة صغيرة متواضعة مؤلفة من أربعة أبنين وابنتين: أحمد، عبد الحليم، إيمان وكرامة، والدته الحجة بشريّه السفيره.

تلقى تعليمه الأساسي في دير الزور، ثمّ التحق بإحدى الجامعات في اللاذقيّة ليتخصص في كليّة العلوم الإجتماعيّة دراسة علم النفس- الفلسفة. ولكن شاءت الظروف الأمنيّة التي تعصف بسوريا أن تدفع بهذا الشاب الى أن ينزح إلى لبنان مطلع العام 2013 بعد أن سيطر تنظيم داعش على محافظة الرقة، وأن يتخذ محلّة الأشرفية مسكنا له ولزملائه.

لم يتأخر عبد الحليم عن الالتحاق بالجامعة اللبنانيّة لنيل الشهادة التي طمح إليها. وما بين العلم والعمل في لبنان، كرس وقته للعمل جاهدًا لمساندة أهله في سوريا. كان السند وعامود البيت بعد أن توفى أبوه عام 1999، وفي ظل مرض أمه التي فقدت بصرها عام 2010.

عبد الحليم ابن التسعة والعشرين، شاب طويل ووسيم بصحة جيدة، عرف بأخلاقه الحميدة والسمعة الحسنة، كان مُتديّنا يهاب الله ويحب العائلة. "عبود" كما ينعته زملاؤه في العمل، هو ذاك العامل النشيط والمتفاني في عمله ، الذي لطالما أحب عمله. تحمّل الغربة سبع سنوات والفقر وحارب جاهدا لكي يُعيل عائلته ويمدها بالمساعدة اللازمة قدر المُستطاع، والنتيجة كانت وجوده في المكان الخطأ.

On the 4^. ففي الرابع من آب، وكأي يوم عمل له في مطعم سندويش ونص فرع الجميزة، تواصل عبد الحليم مع أخيه وأهله المقيمين في سوريا صباحا، وتحدثوا لبعض الوقت قبل أن ينصرف الى عمله في المطعم. عمل طيلة فترة النهار، الى ان وقع انفجار العنبر 12 في مرفأ بيروت القريب جدا، وتزلزلت بيروت وضواحيها، وكانت محلة الجميزة من ضمن المناطق الأكثر تضررًا بما فيها المطعم الذي يعمل فيه عبد الحليم الذي أصيب بفعل انهيار أحد جدران المطعم عليه.

بمساعدة زملاء العمل، تم نقل عبود إلى مستشفى الجعيتاوي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبحسب التقرير الطبي فإنّ سبب الوفاة إصابات بالغة بجسده.

حاولت العائلة أن تتواصل مع الجهات المعنيّة في لبنان وسوريا لنقل الجثمان إلى سوريا لدفن جثمان عبد الحليم في بلده إلاّ أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل، فتولى أحد الأقارب في لبنان مهمة الدفن ودفنه في اليوم التالي في مدافن القاع - محافظة البقاع. نصيبه ان يضمه تراب لبنان الذي عادت سلطاته الرسمية سمحت بفتح المعابر الحدودية مع سوريا لنقل الجرحة والجثامين.