ايلين مطر

بعد انتهائها من إنجاز أعمالها المنزليّة، كانت إيلان مطر تستعد للاستحمام. فور دخولها الحمام، شعرت بهزّةٍ قويّة، سارعت لتفتح الباب فإذ بها تتفاجأ بموجة غبار اجتاحت منزلها لتحل بعدها الكارثة الكبرى عند وقوع الانفجار الثاني، حيث تطاير الباب وأثاث المنزل كالفرن والهاتف والتحف، الأمر الذي تسبّب بتقطّع أوتار يدها.

بعد وقوع الكارثة، عانت إيلان وحيدةً في منزلها، بيدٍ مشقوقة، فزوجها كان غائباً عن المنزل وأهلها في منطقة بعيدة، لكّن العناية الإلهية شاءت أن يهرع شاب من الجنسية السورية لمساعدتها ونقلها الى مستشفى الروم، ثم مستشفى المشرق، ولكن من دون جدوى، كون الوضع في المستشفيات لم يكن حينها أقل رعباً.

في نهاية المطاف، استقرت حال ايلان بعد رحلةٍ شاقة في مستشفى الشحار حيث قدّم لها بعض الإسعافات البسيطة التي أعانتها على الصمود، ليتم نقلها فيما بعد الى مستشفى عين وزين بعدما كانت تعاني من نزيفٍ حاد جراء تمزق اوتار يدها اليمنى وكسرٍ في إصبع رجلها.

مكثت ايلان ٣ ايام في المستشفى تلاها ثلاثة أشهر من العلاج الفيزيائي، فيدها لم تعد كما كانت عليه، تقول: "لم أكن قادرة على تحريكها نهائياً في بادئ الامر".

تحسنت حال يدها بعد فترةٍ من دعم الطبيب والمعالج الفيزيائي، لكن الأمر لم يعد كسابق عهده، فلم تعد ايلان تستطيع ان تحمل اي شيء " كل شي بحملو بيوقع من ايدي وممنوع يجي عليها مي."

اليوم، ملقيةً اللوم على الدولة، تتساءل ايلان عن وجود الضمان وعن حقّها في الطبابة والرعاية، وتطعن بعمل وزارة الصحة التي لا تقوم بالحد الأدنى من مهماتها، حيث أكّدت أنّ التأمين الصحي أنقذها، وإلّا كان حالها حال الكثيرين الذين لم يستطيعوا متابعة العلاج.

Arabic