
فاروق صبحي السلو
ولد فاروق السلو في العام 1965 في مدينة الباب في ريف حلب وعاش بين تسعة أشقاء وشقيقتين. تميز بطيبته ومحبته الكبيرة للناس الذين أحبوه بالمقابل كونه لا يؤذي أحدا بل كان ذلك الشخص الخلوق الذي نال رضا اهله.
تزوج فاروق واستقر في سوريا وقد رزق بابنته الأولى ولم يستمر زواجه الأول كثيراً، أما زواجه الثاني فقد أثمر ولدين وثلاث بنات.
كان الأب والسند لعائلته، تقرب من أبنائه وحاول تأمين معيشة العائلة من خلال عمله في النجارة، لكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في بلده، ما كان منه بعدما ضاقت الأحوال إلا أن توجه للعمل والاستقرار في لبنان منذ ١٥ عاماً تاركاً عائلته في سوريا. ثم، مع بداية الحرب في سوريا لحقت به عائلته الى لبنان، فاستقر هو في النبعة وباقي أفراد العائلة سكنوا في عمشيت.
في يوم ٤ آب المشؤوم انطلق ابنه محمد الذي يعمل في الأشرفية صباحاً من عمشيت ومر بالنبعة كالعادة ليقل والده في إلى الصيفي حيث يعمل في فبركة خشب، فاتصل به ليتحضر، لكن فاروق لم يجب على هاتفه. ظن محمد بأن والده نائم ولا يريد الذهاب الى عمله، فأكمل طريقه إلى عمله، وإذ بوالده يرسل له رسالة صوتية عبر تطبيق الواتساب يقول له فيها أنه لم يسمع الهاتف يرن، وأنه ذاهب الى العمل.
عند الساعة الخامسة مساء، انهى محمد عمله واتصل بوالده وتبادل الحديث معه، وعاد أدراجه إلى عمشيت تاركا فاروق يكمل عمله. لكنه تأخر عن موعد عودته الثابت إلى البيت في السادسة إلا ربعا. الخوف تسلل إلى قلب عائلة فاروق لدى وقوع الانفجار، اتصل اولاده به، لكنه لم يكن يرد على هاتفه.
ذهب شقيق فاروق إلى مكان عمله بجانب بيت الكتائب ولم يجده. وبعد مرور ساعة من الانتظار ذهب محمد للبحث عن والده. بحث اولاده عنه في بعض المستشفيات ولم يجدوه، واستمروا في البحث لليوم الثاني على التوالي، إلى أن علموا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الرابعة من بعد الظهر ومن بعد طول انتظار أن اسم فاروق مدرج ضمن لائحة ضحايا الانفجار في مستشفى الحريري. ذهب ذووه الى المستشفى للتأكد من وجود فاروق، دخلوا الى براد المستشفى وكانت من أصعب اللحظات على محمد أن يتعرف على جثة أبيه الذي انضم الى قافلة شهداء انفجار بيروت بعدما تلقى ضربة قوية على رأسه أدت الى استشهاده على الفور.