
حسين الحسين
ولد حسين الحسين في العاشر من شهر شباط ١٩٩٨ في حلب، والتحق بالمدارس هناك مُجتازًا بذلك مرحلة البر يفه في ظل ظروف مادية قاهرة، قبل ان تبدأ مسيرته المهنية مع والده في مجال السنكرية في لبنان بعدما هرب مع والديه و اخوته السبعة من الحرب في بلده سوريا باحثًا عن الأمن و الاستقرار في لبنان عام ٢٠١٣، مُتخذين من الجميزة مكانًا للسكن لهم، لكنهم انتقلوا الى الكرنتينا و استقروا بعد ذلك بالأشرفية بالقرب من مستشفى الجعيتاوي. عمل حسين في مرفأ بيروت، في قسم تنزيل و تحميل الكونتترات قبل أن تتبدّل الأحوال ويقع ضحية تفجير بسببه خسر صحته و مصدر رزقه و بات مُهاجرًا مُشردًا بين زوايا الشوارع ...
عصر يوم الرابع من آب من عام ٢٠٢٠، كان حسين في منزله يقوم بإصلاحات كهربائية لحظة دوى الانفجار و"قد لقطته الكهرباء بغفلة عين لتخرج من كتفه و تفجره الكهرباء على حد قوله في مفصل كتفه"، تزامنًا مع وقوع احدى أبواب المنزل عليه.
دقائق كفيلة بتغيّر معالم المكان، كما حياته كذلك منزله تبعثر.. بعد دقائق من الانفجار لم يكن قادرًا على النهوض والمشي لانقاذ نفسه، فما كان إلاّ أن أسعفه شباب المنطقة الذين حملوه إلى المستشفى ولكن ما إن رأى الدمار والكم الهائل من المصابين والجرحى، هانت عليه مصيبته ووجعه، فعاد أدراجه مكتفيا بتناول بعض المسكنات...
بعد مضي بضعة أيام، وبعدما تضاعف الألم الى حدٍ لا يحتمل وظهرت أورام قصد مستشفى ميدانيا أنشئ لنجدة المصابين. كشف عليه الطبيب ليؤكد له أنها "فلشة عصب"، في حين طلب طبيب آخر صورًا شعاعية له تؤكد تعرضه لكسر في كتفه اليسرى التي أصيبت بالورم على أن يتكفل الوقت بالتئام كسور الكتف.
واظب حسين على التوجه يومياً الى المستشفى لأخذ دواء مسكن للعضل.. إلا أن الألم استمر في الازدياد يوماً بعد يوم، فما كان منه إلا أن قام بإجراء أول عملية تركيب براغي بتاريخ 15/10/2020 ثم خضع لأخرى في 15/6/2021 ، لكن، الكتف لم تكن في أفضل حال بل كانت تحتاج جهاز تعويضي الأمر الذي رفضه، اولاً بسبب صغر سنه لإجراء هكذا عملية، بالإضافة إلى تكلفتها الباهظة الثمن التي تصل الى ١٥ ألف دولار ،على حد قوله، وثانياً لأنه بحاجة لتغيير الجهاز بشكل مستمر وهو بغنى عن هذه المصاريف. وحتى اليوم لا يزال يعاني من الأوجاع، يكتفي بوضع أكياس جليد على كتفه مع تناول حبتي بنادول.
أصيب بضرر بنسبة 70% ما اجبره على ترك عمله في المرفأ بسبب اصابته في الكتف والتي أثرت ايضا على حركة الذراع اليسرى، حتى أنّه بات عاجزًا على حمل أوزان خفيفة. حاليا بدأ يعاني من آلام في يده اليمنى، بعدما بات كل العمل والجهد فيها (على كثرة الاعتماد عليها و تحريكها). باتت أيامه "لا تمضي إلاّ بطلوع الروح" فهو بات شبه روح بلا حركة. وكل ما يطلبه ابن الخامسة والعشرين هو التعويض عليه ومساعدته على استعادة حياته الطبيعية بعدما دمرها انفجار المرفأ.