
جوزيف طانيوس روكز
جوزيف طانيوس روكز، ابن بلدة قرطبا الجبيليّة، ترعرع في كنف عائلة مؤلّفة من ولدين وثلاث بنات، درس معهم في قريته. وعند تخرّجه، قرّر أن يُكمل مسيرته الجامعية في بيروت، وحاز على إجازة في التّاريخ والجغرافيا من الجامعة اللّبنانيّة، لكن عمله في شركة الشّحن المعروفة بــــCMA CGM في مرفأ بيروت كان بعيداً عن مجال تخصّصه.
تزوّج من غرازييلا كرم عام 2012، ورزق بوحيده أنطوني الذي ما يزال في السّنوات السّت الأولى من عمره. صدق إحساس جوزيف، فخوفُه من أن يُفارق الحياة قبل رؤية أنطوني يتخرّج من الجامعة، كان بمحلّه.
كان جوزيف يقصد العاصمة للعمل، كما قصدها قبل ذلك للتّحصيل الجامعي، لكن قرطبا بقيت مقصده الأول والأخير، مارس جوزيف فيها العديد من الانشطة الدينيّة منها العزف في المناسبات الدينيّة. وكان أمين الصّندوق لـ أخوية قلب يسوع الأقدس، كما ساهم في أعمال ترميم كاتدرائيّة مارالياس، وشارك عام 2006 في حفر درب الصّليب في قرطبا بمشاركة رفاقه الثلاثة من فوج الأطفاء الذين قضوا معه في الانفجار نفسه، ليُصار إلى تكريم الأربعة سوياً من قبل شبيبة الصّليب بوضع نصب تذكاري لهم في درب الصّليب.
سعيه إلى إنماء قريته، ترافق مع حبّه لأبنائها، إذ لم يتوانَ لحظة عن مساعدة الآخرين. كان يردّد دائماً: "عِش كل يوم بيومه بأعمالك الصّالحة"، فكان كريماً "بشكل مخيف"، يقول أخوه جورج.
من شدّة حُبّه للحياة، كان جوزيف يحتفل بعيد مولده بدعوة الجميع بحجّة وداع الصيف، لكن الرّابع من آب باغته ولم يتمكّن من الاحتفال هذا العام.. birthday, in 2020.
أنهى جوزيف عمله واتصلت زوجته به لتسأله إن كان سيتأخّر، ليُجيبها أنّه خلال عشرة دقائق سيغادر. ولدى مغادرته، تفاجأ بأنّ البوّابة مُقفلة ليتّجه إلى البوّابة الثّانية، وخلالها حصلت الكارثة، لينضمّ جوزيف إلى قافلة المفقودين. ساعات مرّت دهراً، لا معلومات عنه، المستشفيات مُكتظّة بالجرحى... ليُذاع في اليوم التالي عبر الإعلام أن هناك جثثاً مجهولة الهويّة في برّادات مستشفى رفيق الحريري الحكومي. فذهب إلى هناك شقيقه جورج وزوجته باتريسيا التي أصرّت على رؤية الجثث بعد نفي المستشفى أن يكون لديها جثّة تعود لأحد من آل روكز، لتكون الفاجعة أنّ جوزيف وُجد بين الجثث في برّاد المستشفى. وبحسب الطّبيب الشرعي، تبيّن أنه توفي جرّاء سقوط عامود على رأسه.
The next day, Joseph's family heard through the media that there were anonymous corpses at the morgue of Rafic Hariri University Hospital. His brother Georges and his wife Patricia went to the hospital to check if he was among the dead, and there they found him; a real tragedy. According to the medical report, Joseph died from a head trauma.