ابن البترون كان كالزّهر في تعامله مع الناس، يحمل أطيب العطر.
في عائلته كان أسطْفان كالضّوء الذي ينير ظلمات الحياة، كان الحكاية المملؤة بالحب. عندما كانت تراه داخلاً عليها، كانت والدته تعيش عمرها من جديد.
وفي علاقته مع حبيبته كان كالوردة في أوردتها. قلبان ينبضان بالعشق معاً. ذهب قبل أن تكتمل اللّوحة، قبل أن يمتزجا في حياة واحدة بحلوها ومرّها. حلمه كان أن يشتري لها بيتاً، ما أقسى الحلم عندما يرتطم بصخرة الواقع.
في سيرة أسطْفان روحانا يزدحم الحديث عن شاب اختصر المسافات بينه وبين النّاس بوجهه البشوش. شاب يجد متعته في مساعدة الآخرين.
في المؤسّسة العسكريّة حيث تطوّع قبل ثماني سنوات. تعرّف أسطْفان روحانا إلى رفيقه في السّلاح حسن صادق، استمرّت حتّى اللّحظات الأخيرة، عندما ركبا في قطار واحد ، ومضيا في رحلة لا يدركها النّاظر، وليس فيها حقيبة سفر."
His sister always advised him to leave rally driving because she was scared for his life, and he would tell her: “my death will be different, I will die in a fire.” What led him to say so? Did he know death was near, and that he will leave this earth in a huge explosion?
رياضة السّيارات أخافت شقيقته عليه، فنصحته بالإقلاع عنها خوفاً على حياته. فأجابها: "ميتتي ستكون مختلفة، ستأكل النّار جلدي". ما الذي جعله يقول ذلك في تلك اللّحظات؟ هل يا ترى كان يدري أنّ محطّة الفراق قد اقتربت وأنْه سيمضي بانفجار يشعل القلب؟
في ذلك النّهار الذي كُتبت كلماته بحبر أسود، استفاق أسطْفان باكراً، قبل والدته وغادر. لم يسألها إذا كانت ستقدر على تحمّل كل هذا الغياب. لم يخبرها أنّ الموت ينتظره عند حدود البحر. لم يخبرها من أيّ وطن منكوب نحن.
عندما قرّر في ذلك النّهار أن يأخذ المهمّة عن رفيقه، ليكون في الحراسة إلى جانب حسن، لم يكن يعرف أنّه بعد قليل سيذهب في رحلة فوق الغيم.
كانت السّاعة السّادسة عندما خرجت النّار من طوقها تعربد، وكأنّها تشعر بالانتصار، وأخذت في طريقها أسطْفان الذي كان قريباً منها. تهاوى أسطْفان وسقط تاركاً لنا ربيعهُ السّادس والعشرين في كأس المرارة نحتسيه. غاب أسطْفان سعيد روحانا. دخل ملكوت السّماوات، ولكن ذكراه ما زالت بدراً باهراً يستعيدها أصدقاؤه ورفاقه في كلّ لحظة.