
جو أندون
وُلد جو في عائلة جورج أندون وماري سعاده في الأشرفية بتاريخ 4 تموز 1984. هو أصغر أخوته، لكنه حمل مسؤوليات كبيرة، وكان الشخص الداعم لجميع أفراد العائلة، لوالديه ولشقيقته الكبرى ميشيل وشقيقه إيلي، حافظًا لأسرار العديد من الذين يلجأون إليه للمشورة والنصيحة.
ترعرع في كنف عائلة متعاضدة، الرابط الأخوي كان قويًا بينهم... يحرصون على اللقاءات المتكرّرة، والاجتماع سويًا للغداء أو العشاء خصوصًا أيام الآحاد والمناسبات، فلا يجوز أن تمرّ دون اجتماع العائلة كلها...
تعرّف جو على ميشال طانيوس وتوطّدت علاقتهما العاطفية حتى ارتبطا بالزواج في 4 تموز 2015، رزقهما الله بابنتين، جنيفر (4 سنوات ونصف)، وجوي (سنة ونصف).
مُدلّل والديه، كان كادحًا في عمله أيضًا، تخصّص في الكهرباء وعمل في هذا المجال لسنوات، قبل وظيفته الأخيرة في إهراءات المرفأ التي بدأها في مطلع آب ٢٠١٥.
وعاد جو ليمارس مهنته الأولى خارج دوام وظيفته، علّه يتمكن من شراء منزل لطالما أراد امتلاكه، مع ذلك، لم تكن الحياة بالنسبة إليه مجرد وقت للعمل فقط، "العمل لا ينتهي ويمكن تأجيله، أما التقصير تجاه العائلة فلا يجوز"، الخروج والتنزه بشكل دائم كانا من ميزات يوميات العائلة، لكن وضعها في ضوء الأزمات المعيشية في لبنان لم يكن على ما يرام.
جهّز الزوجان أوراق الهجرة، فالزوجة وابنتاه يحملن جواز سفر أميركيًا... حلم الاغتراب الذي راود جو لم يتحقّق، توقف في الرابع من آب...
لكنه في قرارة نفسه شعر بمرارة: كان جو يشجّع الجميع وينشر التفاؤل من حوله.
"أنا سأرحل عن الدنيا قبلك، انتبهي على البنات"، عبارة لطالما ردّدها جو أندون على مسامع زوجته. لا تعلم "ميشال" إن كان زوجها يشعر بحدس ما حول رحيله الباكر.
وبالفعل رحل جو أندون باكرًا جدًا في 4 آب 2020...
لحظة وقوع الانفجار كان جو على سطح المبنى يصوّر مشاهد الحريق داخل الاهراءات ويرسل الفيديوهات مباشرة إلى عائلته، حتى دوّى الانفجار الكبير وانقطع الاتصال به نهائيًا... جو بقي مفقودًا مدة أربعة أيام، حتى عُثر على جثته بتاريخ 8 آب، تعرّف عليه ذووه من ملابسه، ومن خاتم زواجه فيما محفظته كانت لا تزال في جيبه وبداخلها أوراقه الثبوتية ومحبسة صلاة في عنقه أما هاتفه الذي وثق آخر لحظاته في الحياة فظل بقربه، وكانت عدسات شاهدة على أقوى ثالث انفجار بتاريخ البشرية.