مثال حوا

مثال طارق حوا أبن الثامنة والعشرين عاماً كان قلباً أبيض مفتوحاً للحياة. أهالي بلدته ""بعاصير" في قضاء الشوف يقولون عنه إنه كان منظومة من القيم، تتملكه سعادة غامرة عند تقديمه أي مساعدة يقدر عليها. في المدرسة، صحيح ان "مثال حوا" لم يكن من بين المتفوقين، ولكنه مع ذلك كان له اطلالة مميزة على مادة الرياضيات وطرق تحليلها.

He applied multiple times to join the fire brigade and Lebanon’s Internal Security Forces. His physical and mental skills got him advanced grades, but unfortunately, he still needed a push from political or religious leaders to make it through. A few failing trials later, he decided to stop trying.

أكثر من دورة في سلك الاطفائية وقوى الامن الداخلي تقدم لها مثال حوا. كفاءته الجسدية والذهنية أعطته علامات متقدمة، لكن جواز المرور كان في مكان أخر: هو فروض الولاء لسياسيين وزعماء الطوائف والأحزاب. بعد عدة محاولات، أصابه القنوط وأيقن ان التجربة هي تجربة فاشلة.

His mother recalls the day Misal came back home after his mission extinguishing the wildfire in the town of Damour; he was so tired and told her: “Is there a better death than a death in the flames?”

سعادته من سعادة عائلته، والده المريض العاطل عن العمل كانت تدمع عيناه وهو يشاهد ابنه البكر زهرة عمره ينهض بمسؤوليات المنزل وحده دون اي شكوى او تذمّر. رافضاً مشاركة أحدٍ من أشقائه، مصرّاً عليهم الالتفات الى دراستهم فقط.

يوم الرابع من أب لم يكن يوماً كبقية الأيام بالنسبة لوالدته وبقية أفراد العائلة. قبل خروجه من المنزل في الصباح الباكر متوجهاً الى عمله، عانقته والدته طويلاً، ضمّته الى صدرها وشدّت عليه، وكأنها تدرك أن لذّة العمر مع ولدها قد اصبحت قريبة من التلاشي والاندثار.

في الساعة السادسة وعشر دقائق غاب مثال وهو يطفئ الحريق بعدما التهمه الانفجار الكبير، تاركاً لها ولرفاقه في الاطفائية ذكريات لا تنسى عن اخلاصه في العمل ولخطيبته الجميلة وعائلته حصان الشوق.

Arabic