
محمد أحمد عباس
ولد محمد وترعرع في بلدته السكسكية، في جنوب لبنان. درس في مدرسة البابلية، وعندما أنهى المرحلة الثانوية، نزل إلى بيروت ليكمل تخصصه في هندسة الاتصالات ويحصل على ماستر من جامعة AUL.
دفعه حبه للعلوم والآداب في الوقت عينه إلى أن يدرس الأدب الإنكليزي في الجامعة اللبنانية أيضاً، وحصل على العديد من شهادات التدريب في مجاله هندسة الاتصالات. ذكاؤه الشديد في مجاله هندسة الاتصالات جعل منه قادرا على حل اي شيفرة. محمد كان عصاميا، بحيث كان يعمل لتأمين قسط جامعته، ويجد الوقت ليكون متطوعا في الصليب الأحمر. اهتمامات محمد تعدت المجال المهني، ,فوق كل انشغالاته اهتم أيضا بالكرة القدم، وكان يلعب لمرتين في الأسبوع ويمارس رياضات مختلفة.
صاحب الاختصاص المزدوج لم يجد ضالته في لبنان في وظيفة ترضي كفاءته وتؤسس لمستقبله معا..عمل فترة قصيرة في لبنان وسافر الى احدى الدول الأفريقية حيث عمل في شركة اتصالات. سامية التي لازمت زوجها في القارة السمراء حيث كونا عائلة، تقول: كان جبارا حتى في وجعه ومرضه، فهو حنون وصاحب ثقة عمياء بنفسه، وكان يأبى ان يخذل ثقتي به.
تميز محمد بالدبلوماسية وبقدرة على التعامل مع الناس. لكن الموت هو ما كان ينغصّ حياة محمد فهو دائما يتحدث عن الموت ويضع سيناريوهات عدة لما بعد الموت.
اصابته وزوجته واولاده بكورونا كانت وراء مجيء العائلة بأجمعها إلى لبنان من أجل العلاج ، استأجرت طائرة لأن وضع محمد الصحي كان دقيقا، فقد اصيب بجلطة مرتين ما أزّم وضعه وعند وصوله الى لبنان حيث تم إدخاله الى العناية المشددة في مستشفى القديس جاورجيوس، فيما حجر الزوجة والاولاد في المنزل.
في الرابع من آب اتصلت سامية بالمستشفى للاطمئنان على زوجها، أخبرتها الممرضة ان وضعه في تحسن، وإن بقي على هذه الحال، سوف يتم نقله الى غرفة عادية.. لم تكمل الممرضة كلامها حتى فقد الاتصال. حاولت سامية مرارا وتكرارا معاودة الاتصال دون جدوى..لم تعلم بأمر الانفجار. عند الثامنة والنصف مساء تملكها القلق، اتصلت لتطمئن على محمد، قيل لها أن انفجارا وقع، وان محمد بحالة جيدة ، وان المساعي جارية لنقله الى مستشفى أخرى... لم تطمئن إلى ما سمعته، علمت ان محمد توفي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وذلك عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. لقد قضى اختناقا من جراء عصف الانفجار شعر بذعر كبير جعله يتوتر ويقضم سلك جهاز التنفس.