محمد نور دوغان

محمد نور هو الزوج العطوف، الحنون، الكريم، المُندفع الى المساعدة غير المشروطة، وهو أيضا الأب المكافح والمربّي الفاضل.

"نور" بهذا الاسم تسعد الزوجة سامية عيدو دوغان بمناداته، هو من مواليد 13 اذار 1974، كان صبيّاً شقيًاً جداً، يحب المخاطر والمغامرات. كان مشاغباً الى أقصى الحدود، جريئاً، صاحب شخصية قوية، ينجح في أي مشروع ينوي القيام به. كان يحب الحياة ولديه طاقة ايجابية فريدة، يحب الناس والمساعدة دون أياً كان من يحتاجها.

تزوج محمد نور من سامية منذ عشر سنوات ورزقا بتوأم إناث، هما لونا وليا يبلغان تسع سنين.

محمد نور كان يعمل في شركة خاصة في مرفأ بيروت تدعى BCTC وهو المسؤول عن الموظفين في الشركة، وكانت له علاقة مميزة معهم دون التفرقة بينهم على اساس المنطقة أو الطائفة. في الرابع من آب كان دوام عمل محمد نور من الثالثة بعد الظهر حتى السادسة صباحاً.

في فترة ما قبل ظهر ذلك اليوم، قضى نور ساعات نهاره الأولى مع زوجته في جو من المرح استرجعا فيه أيام المراهقة كأنهما يتبادلان ذكرياتهما للمرة الأخيرة، وكأنه الوداع لزوجته التي يحب، قبل ان يذهب ليلقى مصيره .

بعد سماعها دويّ صوت الانفجار، ارتعبت وهرعت لمشاهدة التلفاز لمعرفة ماذا يحصل، وقد تناقلت الوسائل الاعلامية خبر حدوث انفجار في مرفأ بيروت. نزل هذا الخبر على العائلة كالصاعقة.. لم يكن هذا اليوم يشبه غيره من الأيام، صحيح انها قضت مع نور اوقاتا حلوة قبل ساعات الّا ان قلب سامية كان دليلها: كانت تخشى في قرارة نفسها من حدوث ما يعكّر صفو العائلة. وهي مسمّرة على التلفاز شعرت بأرجحية خسارة نور رفيق الدرب في الحياة.

ذروة القلق كانت عندما لم تعثر الزوجة على زوجها، ولا من يطمئنها، لتعاني ما عانته سواء في المرفأ أو في المستشفيات التي سألت فيها متنقلة من واحدة الى أخرى حتى وجدته في إحداها جثة هامدة. كان نور في السادسة وسبع دقائق مساء في سيارته التي استقلها ليجلب غرضاً ما، تطايرت قطعة حديدية لتستقر في عنقه، فترديه قتيلاً.

لم تتوّقع سامية ان تاريخ 4 آب سيجعل التوأم لونا وليا يتيمتي الأب، هو الآن بنظرهما عند اناس "نحبهم في الجنة وذهب الى لله تعالى ليكون مرتاحاً اكثر"، محمد نور شهيد لأنه برأي الزوجة، مات غدراً وترك حرقة في القلب كل العمر.

Arabic